وتدعيم علاقات طيبة وحميمة بين الأهل والعيال قائمة على أساس التعاطف والتكاتف. وفي هذا الصدد يعتبر الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله أن « الكادّ على عياله كالمجاهد في سبيل الله » (١).
وغني عن البيان أن العيال يتكونون ـ عادةً ـ من الزوجة والأطفال القصّر الذين لا يستطيعون تحمل أعباء المعيشة لضعفهم أو لصغر سنهم ، لذلك أوجب الإسلام على الزوج إعالة زوجته وأطفاله ، وحذّر أشد التحذير من التفريط في ذلك أو التقصير فيه ، قال الرسول صلىاللهعليهوآله محذراً : « ملعون ملعون من ضيع من يعول » (٢). وقال صلىاللهعليهوآله : « كفى بالمرء إثماً أن يضيّع من يعول » (٣).
فأهل البيت أو العيال هم حجر الزاوية في توجهات الإسلام الاجتماعية ، والتقصير في كفالتهم يجر إلى الإثم والخطيئة ، وبالمقابل يؤدي البّر بهم وكفالتهم إلى معطيات إيجابية تنعكس على الكفيل ، وأهمّها رضا الله تعالى ورحمته ، التي تكون سبباً لنزول بركاته ، قال الإمام الصادق عليهالسلام : « من حسن برّه بأهل بيته زيد في رزقه » (٤) ، وعنه عليهالسلام في حديث آخر ، قال : « من حسن برّه بأهله زاد الله في عمره » (٥).
________________
(١) عدة الداعي / ابن فهد الحلي : ٧٢ ، مكتبة الوجداني ، قم.
(٢) عوالي اللآلي / ابن أبي جمهور الأحسائي ٣ : ١٩٣ ، مطبعة سيد الشهداء ـ قم ، ط ١. ١٤٠٣ ه.
(٣) عدة الداعي / ابن فهد الحلي : ٧٢.
(٤) الدعوات / قطب الدين الراوندي : ١٢٧ ، مدرسة الإمام المهدي عليهالسلام ، ط ١ ـ ١٤٠٧ ه.
(٥) الخصال : ٨٨ / ٢١.