غفرت له أبدا » (١).
فهذه الروايات بطرقها المتعددة وألفاظها المختلفة تصرح بصورة واضحة بضرورة التكافل مع الجيران وخاصة الشق المادي منه ، أما التكافل المعنوي معهم فقد أشار الرسول صلىاللهعليهوآله إليه في معرض كلامه عن الحقوق المترتّبة للجار ، قال صلىاللهعليهوآله : « إن استغاثك أغثته ، وإن استقرضك أقرضته ، وإن افتقر عدت إليه ، وإن أصابته مصيبة عزّيته ، وإن أصابه خير هنّأته ، وإن مرض عدته ، وإن مات اتبعت جنازته... ولا تؤذه بريح قدرك إلاّ أن تغرف له منها » (٢).
ضمن هذا السياق حذّر الرسول صلىاللهعليهوآله أشدّ التحذير من التقصير في حق الجار ، وكشف عن العواقب السلبية لمن أساء لجيرانه أو قصّر في التكافل معهم ، قال صلىاللهعليهوآله : « من منع الماعون جاره منعه الله خيره يوم القيامة ، ووكله إلى نفسه ، ومن وكله إلى نفسه فما أسوأ حاله » (٣).
وكان أهل البيت : يسيرون على نهج الرسول صلىاللهعليهوآله ويقتدون به ، فكانوا يحثون أتباعهم على البّر بالجار ، ويعملون على إشاعة روح التعاون مع الجيران ، قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « من حُسن الجوار تفقُّد الجار » (٤).
تمعّن في هذا الدّعاء من أدعية الصحيفة السجادية ، الذي يقدم لنا رؤية
________________
(١) عوالي اللآلي / الأحسائي ١ : ٣٤٤ / ١٢١.
(٢) مسكن الفؤاد / الشهيد الثاني : ١٠٥ ، مؤسسة آل البيت لاحياء التراث ، ط ١.
(٣) أمالي الصدوق : ٥١٥ ، المجلس (٦٦).
(٤) تحف العقول : ٨٥.