كثير من العبادات المهمّة ، وفي هذا يقول إمامنا باقر العلوم عليهالسلام : « لأن أعول أهل بيت من المسلمين أسدّ جوعتهم وأكسو عورتهم ، وأكفّ وجوههم عن الناس ، أحبّ إليّ من أنّ أحجّ حجّة وحجّة وحجّة ، ومثلها ومثلها حتى بلغ عشرا ، ومثلها حتى بلغ السبعين ». وفي هذا ما يدلّ بوضوح على أنّ أقصر الطرق إلى الله تعالى هي خدمة عباده.
ومن جهة أخرى نرى في سنة النبي صلىاللهعليهوآله وأهل بيته : تجسيداً رائعاً لهذا المبدأ وترغيباً واضحاً للمسلم في أن يعيش العطاء في طاقاته ؛ ليكون وجوده ـ في مجتمعه ـ فاعلاً ومفيداً ، بعيداً عن حسابات الربح والخسارة المادّية في هذه الحياة ؛ لأنّه في واقع الحال سيتّجر مع الله عزّوجل ؛ فيلقى حينئذ ما قدّمه من خير أمامه ، وما أكسب من تجارة رأس مالها الأعمال الزاكية ، ومثل ربحها ( كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ) ، ونتيجتها القرب من الله عزّ وجل ؟!
وهكذا أراد الإسلام العظيم أن يتّخذ المسلمون ـ أفراداً وجماعات ـ منهجاً جديداً تجاه مسألة التكافل ، يسوده الشعور بأداء الواجب ، لكي تتحرّك علاقاتهم في المجتمع الإسلامي في إطار يفتح فيه مجتمعهم نافذة واسعة للمحرومين من أبنائه ليطلّوا من خلالها على الحياة ويسهموا في بنائها ؛ وعنئذ سينطلق الكلّ في خدمة القوّة الإجتماعية التي تحمي للمجتمع الإسلامي حياته وتساعده على نموّه وازدهاره ، وإلاّ فستطيح الروح الأنانية الجشعة بالتوازن الاجتماعي بين شرائح المجتمع حتى ينتهي الأمر إلى ضعفه وتدهوره لفقده عنصر التماسك المطلوب.
وكتاب ( التكافل الاجتماعي في مدرسة أهل البيت : ) عزيزي القارئ ، قد عالج موضوعه من جهات شتّى ، مبيّنا أُسس التكافل ، ومن يحتاج إليه ، ومتطلّباته ، وسبل تأمينها وطرق تحصيلها بأسلوب علمي ، وعبارة رشيقة واضحة ، كاشفاً بهذا عمّا في تلك المدرسة المقدّسة المباركة من كنوز التكافل.. آملين أن يحقّق تجاه هذا المبدأ الشريف الوعي الإسلامي المطلوب ، ويدفع بممارسته خطوات واسعة إلى الأمام ؛ لما في ذلك من خير عاجل وآجل.
والله الهادي إلى سواء السبيل
مركز الرسالة