« المنجيات إطعام الطعام ، وإفشاء السلام ، والصّلاة باللَّيل والناس نيام » (١).
ثم إن الإطعام له معطيات حميدة على المطعم ، إذ يسهم في زيادة الرّزق ، فعن الرسول صلىاللهعليهوآله : « الرّزق أسرع إلى من يُطعم الطعام من السكين في السنام » (٢). وبالمقابل هناك عواقب غير حميدة سوف يواجه تبعاتها كل من يطمس رأسه في رمال اللامبالاة تجاه إخوانه المؤمنين ، وخاصة أولئك الذين يصابون بالتخمة بينما المحيطون بهم يبيتون وبطونهم خاوية ، وفي هذا الخصوص قال الإمام زين العابدين عليهالسلام محذرا : « من بات شبعاناً وبحضرته مؤمن طاوٍ ، قال الله تعالى : ملائكتي ! اُشهدكم على هذا العبد أنّي أمرته فعصاني وأطاع غيري فوكلته إلى عمله ، وعزّتي وجلالي لا غفرت له أبدا » (٣).
وكان هذا الإمام العظيم يخرج في اللّيلة الظلماء ويحمل الطعام أو الحطب على ظهره حتّى يأتي باباً باباً فيقرع ثمّ يناول من يخرج إليه ، وكان يغطي وجهه إذا ناول فقيراً لئلا يعرفه ، فلمّا توفي فقدوا ذلك ، فعلّموا أنّه كان علّي بين الحسين عليهماالسلام (٤).
عن سفيان بن عيينة قال : رأى الزّهري علي بن الحسين عليهماالسلام في ليلة
________________
(١) الكافي ٤ : ٥١ / ٥ باب فضل إطعام الطعام من كتاب الزكاة.
(٢) الكافي ٤ : ٥١ / ١٠ من نفس الباب.
(٣) المحاسن ١ : ٩٨ / ٢٦.
(٤) الخصال / الشيخ الصدوق : ٥١٧ / ٤.