المكسوّ منه سلك » (١).
وعنّه عليهالسلام في حديث آخر : « من كسا مؤمناً ثوباً من عري كساه الله من إستبرق الجنّة ، ومن كسا مؤمناً ثوباً من غنى لم يزل في سترٍ من الله ما بقي من الثوب خرقة » (٢).
فهذه الأحاديث المختلفة الألفاظ والمتفقة في المضمون ، تكشف عن أن مسألة توفير الكساء هي بمثابة القطب من الرحى في توجهات أهل البيت : الاجتماعية.
وحول هذه الفقرة بالذات كانت لأمير المؤمنين عليهالسلام مواقف من الإثيار رائعة ، فهو يرقع مدرعته حتى يستحيي من راقعها ، وكان بإمكانه أن يلبس أفخر الملابس ، ولكنه لم يفعل حرصاً على التكافل مع فقراء المسلمين والتأسي بهم.
عن الإمام الصادق عليهالسلام : « خطب علي عليهالسلام الناس وعليه إزار كرباس غليظ مرقوع بصوف ، فقيل له في ذلك ، فقال : يخشع القلب ، ويقتدي به المؤمن » (٣).
وكان عليهالسلام يقتدي برسول الله صلىاللهعليهوآله الذي كان يأكل على الأرض ، ويجلس جلسة العبد ، ويخصف بيده نعله ، ويرقع بيده ثوبه (٤).
________________
(١) ثواب الأعمال : ١٤٦.
(٢) اصول الكافي ٢ : ٢٠٥ / ٥ ، باب من كسا مؤمنا من كتاب الإيمان والكفر.
(٣) مكارم الأخلاق / الطبرسي : ١١٣.
(٤) انظر : نهج البلاغة / صبحي الصالح : ٢٢٨ ، الخطبة ١٦٠.