وبالمقابل اتبعوا معهم أسلوب التحذير من العواقب المترتبة على التهوين من شأنها ، وعدم اعطائها لمستحقيها ، عن الإمام الصادق عليهالسلام : « من منع قيراطاً من زكاة ماله ، فليس هو بمؤمن ولا مسلم ولا كرامة » (١). ومن حديث له مع المفضّل ، قال عليهالسلام : « يا مفضّل ، قل لأصحابك يضعون الزَّكاة في أهلها وإنّي ضامن لما ذهب لهم » (٢).
وتبدو لنا النظرة العميقة للإمام الصادق عليهالسلام من تقسيمه للزَّكاة إلى ظاهرة وباطنة ، لمّا سأله رجل : « في كم تجب الزكاة من المال ؟ قال عليهالسلام : الزَّكاة الظاهرة أم الباطنة تريد ؟ قال : اُريدهما جميعاً. فقال عليهالسلام : أمّا الظاهرة ففي كلّ ألف خمسة وعشرون درهما ، وأمّا الباطنة فلا تستأثر على أخيك بما هو أحوج إليه منك » (٣).
ومن الواضح أنّ الزكاة الباطنة تعبير آخر عن التكافل الاجتماعي بشتّى صوره ، وكذلك الحال في ( زكاة الجاه ) في حديث أمير المؤمنين عليهالسلام قال : « إنّ الله فرض عليكم زكاة جاهكم ، كما فرض عليكم زكاة ما ملكت أيديكم » (٤).
وقال الإمام الصادق عليهالسلام : « المعروف زكاة النعم ، والشفاعة زكاة
________________
(١) من لا يحضره الفقيه / الصدوق ٤ : ٣٦٧ ، طبع جماعة المدرسين ، ط ٢ ـ ١٤٠٤ ه.
(٢) تحف العقول : ٥١٤.
(٣) معاني الأخبار / الصدوق : ١٥٣ ، انتشارات إسلامي.
(٤) مجمع البيان / الطبرسي ٣ : ١٨٩ تفسير الآية (١١٤) من سورة النساء.