وكيف كان ذلك؟ قالت : ان اباه خرج في سفر له ومعه قومه وهذا الصبي حمل في بطني فانصرف القوم ولم ينصرف زوجي فسألتهم عنه فقالوا : مات قلت : فاين ما ترك؟ قالوا : لم يخلف مالا فقلت : اوصاكم بوصية؟ فقالوا : نعم زعم انك حبلى فما ولدت من ولد ذكر أو انثى فسميه مات الدين فسميته فقال : وتعرفين القوم الذين كانوا خرجوا مع زوجك؟ قالت : نعم قال : فاحياء هم أم اموات؟ فقالت : بل احياء قال : فانطلقي بنا إليهم ، ثم مضى معها فاستخرجهم من منازلهم فحكم بينهم بهذا الحكم فثبت عليهم المال والدم ، ثم قال للمرأة : سمي ابنك عاش الدين ، ثم ان الفتى والقوم اختلفوا في مال ابي الفتى كم كان فاخذ علي عليهالسلام خاتمه وجمع خواتيم عدة ثم قال : اجيلوا هذه السهام فأيكم اخرج خاتمي فهو الصادق في دعواه لأنه سهم الله عزوجل وهو لا يخيب.
(٨٧٦) ٨٣ ـ وقضى أمير المؤمنين عليهالسلام في رجل جاء به رجلان فقالا : ان هذا سرق درعا فجعل الرجل يناشده لما نظر في البينة وجعل يقول : والله لو كان رسول الله صلىاللهعليهوآله ما قطع يدي ابدا قال : ولم؟ قال : كان يخبره ربه عزوجل اني بري فيبرؤني ببرائتي ، فلما رأى علي عليهالسلام مناشدته اياه دعا الشاهدين فقال لهما : اتقيا الله ولا تقطعا يد الرجل ظلما وناشدهما ثم قال : ليقطع احدكما يده ويمسك الآخر يده فلما تقدما إلى المصطبة ليقطعوه ضرب الناس حتى اختلطوا فلما اختلطوا ارسلا الرجل في غمار الناس وفرا حتى اختلطا بالناس فجاء الذي شهدا عليه فقال : يا أمير المؤمنين شهد علي الرجلان ظلما ، فلما ضرب الناس واختلطوا ارسلاني وفرا ولو كانا صادقين لما فرا ولم يرسلاني فقال علي عليهالسلام : من يدلني على هذين الشاهدين أنكلهما.
__________________
ـ ٨٧٦ ـ الكافي ج ٢ ص ٣١٢ الفقيه ج ٣ ص ١٨