وكونهم جعلوا مكانا للمودة ومقرا لها ، والتأمل في الروايات المتواترة الواردة من طرق الفريقين عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم المتضمنة لارجاع الناس في فهم كتاب اللّه بما فيه من أصول معارف الدين وفروعها وبيان حقائقه إلى أهل البيت كحديث الثقلين وحديث السفينة وغيرهما ، لا يدع ريبا في أن إيجاب مودتهم عليهمالسلام على كل مسلم وجعلها أجرا للرسالة ، إنّما كان وسيلة لإرجاع الناس إليهم ، لما لهم من المكانة العلمية ولبيان دورهم الرسالي والريادي في حياة الاُمّة.
بعد أن ثبت أن الآية تخص أهل بيت العصمة عليهمالسلام المتمثلين بالإمام علي والبتول فاطمة وذريتهما من الأئمة المعصومين عليهمالسلام ، أُثيرت حولها شبهات من قبل المخالفين والمبغضين لأهل البيت عليهمالسلام ، ليصرفوها عن وجهها الصحيح ، وفيما يلي نعرض هذه الشبهات مع الرد عليها :
مضمون هذه الشبهة هو نفي كون الآية ثابتة في أهل بيت النبوة عليهمالسلام والروايات المؤكدة والمؤيدة لها ، وذلك من خلال ادعاء أن سورة الشورى مكية ، ولم يتزوج الإمام علي من الزهراء عليهماالسلام ، ولم يكن هناك الحسن والحسين عليهماالسلام ، حتى تكون الآية نازلة في حقهم.
أولاً : إنّ الأخبار والاحاديث الواردة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمة الطاهرين عليهمالسلام وتصريح الاصحاب والتابعين والعلماء على أن الآية ثابتة بحق أهل البيت عليهمالسلام كافٍ في ردِّ الشبهة وإبطالها.