وقال بعد أن ذكر طائفة من الروايات التي تؤكد على أن الآية خاصة في أهل البيت عليهمالسلام : (ولما بيّن سبحانه أنه يريد أن يذهب الرجس عن أهل بيته ويطهرهم تطهيرا ، دعا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لأقرب أهل بيته وأعظمهم اختصاصا به ، وهم : علي وفاطمة رضي اللّه عنهما وسيدا شباب أهل الجنة ، جمع اللّه لهم بين أن قضى لهم بالتطهير وبين أن قضى لهم بكمال دعاء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ) (١).
وقال الذهبي في حديث الكساء : (وصحَّ أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم جلَّل فاطمة وزوجها وأبنيهما بكساء ، وقال : « اللهمَّ هؤلاء أهل بيتي ، اللهمَّ فاذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا » (٢).
ممّا تقدم من النصوص الصحيحة والتي فاقت حدّ التواتر يتضح بشكل جلي لا لبس فيه أن المراد بأهل البيت المذكورين في آية التطهير هم الخمسة أهل الكساء لا غيرهم.
ورغم الوضوح في تحديد مفهوم أهل البيت الذين نزلت فيهم آية التطهير المباركة وحَصَرهم رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم تحت الكساء ليؤكد على اختصاصهم بالآية ويقطع الطريق لمن تسوّل له نفسه الادّعاء بشمولها لغيرهم ، فقد حاول البعض التشكيك والتعويم لهذا المفهوم متجاوزا الصحيح من سنة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم المنقول عن أئمة الهدى وجمع غفير من
__________________
١) رسالة فضل أهل البيت وحقوقهم / ابن تيمية تعليق أبي تراب الظاهري : ٢٢ ، دار القبلة للثقافة الإسلامية ـ السعودية ط١.
٢) سير أعلام النبلاء / الذهبي ٢ : ١٢٢.