ص ١٧٤ قوله : ( ومنشأ الظهورين التصديقيين الحاليين ... ).
الغلبة في فعل الفاعل المختار بنفسها بحاجة إلى منشأ ، فلا يصحّ تفسير المنشأ بها ، وما في الكتاب من انّ منشئها يمكن أن يكون التعهد يبعده ما تقدم في محله من الاشكالات على مسلك التعهد من انّ الدلالات اللغوية حتى على مستوى المداليل التصديقية للكلام تتولد في حياة الإنسان ، وتاريخ البشر منذ صغره وقبل بلوغه النضج العقلي الذي يؤهله لانشاء التعهدات والقرارات العقلائية ، فالأصحّ ان منشأ الغلبة المذكورة هو الدلالة الطبعية في الإنسان العاقل الملتفت المتصدي للتخاطب والمحاورة نظير دلالة أخذه للماء أو جلوسه على الطعام على انّه عطشان أو جوعان ويقصد شرب الماء أو تناول الطعام ، والله العالم بحقيقة الحال.
ص ١٧٥ قوله : ( وكذا الأمر في قولنا : أسداً يرمي ... ).
قرينة المجاز غالباً تكون قرينة على المدلول الاستعمالي التصديقي لا على المدلول التصوري ، فينبغي ذكره في القرينة المتصلة على المدلول والظهور الاستعمالي.
نعم ، قرينة المشترك اللفظي المعبّر عنه بالقرينة المعينة المستفاد من السياق كقولنا : ( عين جارية ) أو الكنايات كقولنا : ( زيد كثير الرماد ) ، ( أسد الله الغالب ) ونحوها ، قد يكون مدلولها التصوري حتى إذا سمع من الجدار هو المعنى المجازي أو الكنائي ، للتناسب أو الانس الذهني أو الصراحة والألصقية التصورية للقرينة عن ذي القرينة في دلالتها التصورية في الذهن.