عمّا إذا كان يعرف من هو صاحب الرأس ، قال : نعم ولا خير في العيش بعده. فقال له : صدقت ، فإنّك لا تعيش بعده. وأمر المختار بقتل حفص ، ووضع رأسه إلى جانب رأس أبيه عمر بن سعد ، وأشار المختار إلى الرأسين ، وقال : هذا بحسين ، وهذا بعلي بن الحسين ، واللّه لو قتلت به ثلاثة أرباع قريش ما وفوا أنملة من أنامله (١) ثم أن المختار بعث برأس عمر بن سعد ، وابنه حفص إلى علي بن الحسين عليهماالسلام ، ومحمد بن الحنفية ، وأخبرهما أن اللّه بعثه نقمة على أعدائهم. وأقسم باللّه ، أن لا يبقى من شرك في دم الحسين أحدا (٢).
وبعث عبد اللّه بن كامل إلى حكيم بن الطفيل السنبسي وكان قد أخذ سلب العباس عليهالسلام ، ورماه بسهم ، فالتجأت نسوته بعدي بن حاتم الطائي ، ليشفع عند المختار ، فأخذوه قبل وصول المختار ، ونصبوه هدفا ، ورموه بالسهام حتى مات ، وبعث إلى قاتل علي الأكبر ، وهو مرّة بن منقذ العبدي لعنه اللّه ، فأحاطوا بداره ، فخرج وبيده الرمح ، وهو على فرس جواد فطعنه عبيد اللّه ابن ناجية الشامي ولم تضرّه الطعنة ، وضربه ابن كامل بالسيف فاتّقاها بيده اليسرى ، فأشرع فيها السيف وتمطرت به الفرس ، فأفلت ولحق بمصعب ، وشلّت يده بعد ذلك ، وأحضر زيد بن رقاد فرماه بالنبل والحجارة وأحرقه ، وهرب سنان بن أنس إلى البصرة فهدم داره ، ثم خرج من البصرة نحو القادسية وكان عليه عيون فأخبروا المختار فأخذه بين العذيب والقادسية ، فقطع أنامله ثم يديه ورجليه ، وجزر حرملة بن كاهل ، ثم قال : النار النار ، فأتى بنار
__________________
(١) تاريخ الطبري ٤ : ٥٣٣ ، الإمامة والسياسة ٢ : ١٩ تحقيق طه محمد الزيني.
(٢) المصدران السابقان.