وقصب فأحرق.
وقطع يدي ورجلي بجدل بن سليم الكلبي ، الذي أخذ خاتم الإمام الحسين عليهالسلام فلم يزل ينزف حتى مات (١).
وتواصل العدالة الإلهية مؤاخذاتها للظالمين. فقد أرسل المختار رجاله ليأتوا برأس محمد بن الأشعث (٢) ، الذي استعان به زياد بن أبيه ، في تمكينه من أسر حجر بن عدي رضياللهعنه ـ غدرا ـ فأحاطوا بقصره ، ولكنّه فرّ هاربا ، ولحق بمصعب بن الزبير ، فلما عرف المختار بذلك ، أمر بهدم داره ، وبني بلبنها وطينها دار حجر بن عدي التي كان زياد أمر بهدمها (٣) ، كما وتمكّن إبراهيم بن مالك الأشتر من قتل الحصين بن نمير في وقعة الزاب وهو يقاتل تحت راية ابن زياد فأرسل المختار رأسه إلى الإمام زين العابدين ومحمد بن الحنفية (٤).
وقتل مالك بن النسر ورجلين معه ، وهما : عبد اللّه بن أسد الجهني ، وحمل ابن مالك المجازي.
وحين جيء بهما مخفورين قال المختار لهما : يا أعداء اللّه وأعداء رسوله لماذا قتلتم الحسين بن علي؟
قالا : بعثنا الأمير عبيد اللّه بن زياد ، ونحن كارهون ، فامنن علينا بعفوك.
__________________
(١) البحار ٤٥ : ٣٧٦.
(٢) هو أخو جعدة بنت الأشعث التي سمت الإمام الحسن عليهالسلام بأمر من معاوية بن أبي سفيان. أنظر : أسد الغابة في معرفة الصحابة ١ : ١١٨.
(٣) الطبري ٥ : ٢٥٤.
(٤) النظرية السياسية للإمام زين العابدين / محمود البغدادي : ٢٨٦.