دخول قوات مصعب إلى الكوفة دون مقاومة.
ثالثا : إنّه لم يرسل بعيونه إلى الحجاز لتأتيه بكل صغيرة وكبيرة عن آل الزبير ، حيث أن عبد اللّه بن الزبير كان يعتقد أن الكوفة بما فيها هي تبع له ولسلطانه ، وقد روى الطبري (١) أن عبد اللّه بن الزبير أرسل (عمر بن عبد الرحمن بن هشام المخزومي) واليا على الكوفة بدلاً من المختار ، لكن المختار طرده. ومنه يتبيّن أن المجابهة العسكرية حاصلة بين الطرفين شاء المختار أم أبى ، لذلك كان الواجب على المختار أن يبدأ بقتال عبد اللّه بن الزبير قبل أن تدور الدائرة عليه.
رابعا : إنّه رحمهالله لم يضع رقابة شديدة من أجل مراقبة الأوضاع داخل وخارج الكوفة بشكل دقيق ، كما وإنّه لم يُعيّن لجان أمنية لملاحقة الغرباء والمشبوهين الوافدين من الأمصار المجاورة لدولته ، فقد ذكر الطبري (٢) أن عبد اللّه بن الزبير وعبد الملك بن مروان وهما من ألدّ أعداء المختار أرسلا مئات الجواسيس للتجسّس ونقل الأخبار عن كل ما يجري في الكوفة.
خامسا : إنّه لم يبثّ خبرا ، مفاده أن إبراهيم بن مالك الأشتر مقبل بقوات لا قبل لقوات مصعب بن الزبير ، ولا لغيرها وذلك ليشدّ من عزم قواته التي راحت تتفرّق عنه سرّا وتسلّم نفسها كأسرى حرب لقوات مصعب.
سادسا : إنّه لم يعطِ إشارة لإبراهيم بن مالك الأشتر قائده العظيم بالعودة إلى الكوفة بعد انتصاره على عبيد اللّه بن زياد في الموصل ليكون له عونا في حال تعرّض عاصمته إلى أيّ خطر خارجي.
__________________
(١) تاريخ الطبري ١ : ١٣٥ غير محقق.
(٢) المصدر نفسه.