إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الثائر من أجل الحسين عليه السلام المختار الثقفي

الثائر من أجل الحسين عليه السلام المختار الثقفي

الثائر من أجل الحسين عليه السلام المختار الثقفي

المؤلف :عباس غيلان الفياض

الموضوع :التراجم

الناشر :مركز الرسالة

الصفحات :132

تحمیل

الثائر من أجل الحسين عليه السلام المختار الثقفي

18/132
*

وبعد اغتيال معاوية للإمام الحسن عليه‌السلام ، انطفأت آخر شمعة في ليل الأمل الساكن بديار شيعة آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، في الكوفة وسواها من أرض المسلمين.

وما كان لأهل بيت النبوة سوى العودة إلى ديارهم في المدينة في حين مكث المختار في الكوفة ، وهو ثابت الولاء ـ بحكم نشأته ـ لورثة رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

أما ما ورد من روايات أريد بها إثارة الغبار على موقفه ، والتشكك في سلامته ، واستقامته ، ومنه ما جاء من كونه كان قد أشار على عمه (سعد بن مسعود) ، الذي كان يومها واليا على المدائن بأن يتخلّى عن الإمام الحسن عليه‌السلام ، وأن يسلِّمه إلى معاوية ، فأمره مردود للأسباب التالية :

١ ـ أن المختار كان يعرفه الإمام علي عليه‌السلام بل يحبّه ، بدليل أنه عليه‌السلام كان يمسح رأسه ، ويداعبه قائلاً : «يا كيس ، يا كيس».

ويعلِّق المقرم الموسوي على ذلك قائلاً : أن هذه الكلمة دليل على ما

__________________

الإمام عليا عليه‌السلام ولكن أنّى له ذلك وعلي في السماء منه وإنّه كان أقرب الناس وأحبهم إلى قلب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، حتى جعله كهارون من موسى! ومن كان مواليا للنبي حقا فعليه أن يوالي عليا ، لأنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «من كنت مولاه فعلي مولاه» ، على أن الايمان ومقره القلب ولا يعلمه إلاّ اللّه ليس أمره سهلاً جاء به أمرا ونهيا ليس في ترخص ، ولا انحراف ، ومثل معاوية بما اقترفه في حكمه من الموبقات لا يصح في عقل عاقل ، أن يعده من المؤمنين الصادقين.

وروى أبو الفدا عن الشافعي ، أنه اسر إلي الربيع ، أن لا تقبل شهادة أربعة من الصحابة وهم ، معاوية ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة وزياد بن أبيه. وللمزيد راجع كتاب شيخ المضيرة ، أبو هريرة لمؤلفه محمود أبو رية : ١٦٦ ، لمعرفة الكثير الكثير عما ارتكبه معاوية ضد الإسلام والمسلمين من جرائم تقشعر لها الأبدان ولا يحصى عددها إلاّ اللّه.