وثمة سؤال قد يخطر ببال القارئ الكريم ، عن سبب وجود ميثم التمّار في سجون ابن زياد؟!
نقول : إن السياسة الإرهابية التي اتبعها عبيد اللّه بن زياد وما ارتكبه من قتل ، وتعذيب ، هي التي أوجدت ميثم في سجون عبيد اللّه (لعنه اللّه) ، فقد ذكرت كتب التاريخ والسير ، أن عبيد اللّه بن زياد عندما قدم الكوفة قام بسجن اثني عشر ألفا من محبّي آل محمد عليهمالسلام ، حتى أنه لم يترك واحدا من زعمائهم طليقا.
إذن فقد عايش المختار أحداث التحولات التاريخية بكل ما اعتراها من اضطراب ، وتحمل شيئا من وطأتها ، وثقلها وآلامها.
شهد مصرع الإمام العظيم علي عليهالسلام ، وخذلان الأُمّة إمام زمانها السبط الحسن عليهالسلام ، وما تلاه من معان الزعامة التي هي في حد ذاتها تكليف وواجب شرعي ـ كما كان يراه المختار ، وسواه من شيعة الإسلام ـ إلى ملك دنيوي أو من لبس تاجه ـ معاوية (١) ـ ، معتمدا في ذلك على المكر والجريمة.
__________________
(١) معاوية بن أبي سفيان : من العجب أن يتورط بعض المؤرخين فيحكمون بصدق أيمان معاوية ، ويستدلون على ذلك بأنه كان يؤدي الفرائض ، ويتبرك بآثار النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حتى بأظافره ، ونسي هؤلاء أنه هو ، وأبوه وأمه ، قد أسلموا كرها ، وأن قلوبهم قد ظلت على جاهليتها! وفاتهم أنه كان يخاصم رجلاً لا يمكن أن يساويه في العلم ، ولا في الفضل ، ولا في القدر ، وإذن كان لابد له ـ وهو الداهية الخداع ـ لكي يستقيم أمره ، ويستقر ملكه أن يتذرع بكل وسيله يستطيعها خفية كانت أو مفضوحة ليخدع بها العامة ويحول أنظارهم إليه ، ومن أول هذه الوسائل أن يتظاهر بموالاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويبالغ في محبته لعله يبلغ بذلك مكانة يزاحم بها