لقد ظهرت هذه المعارضة العلنية للوالي الجديد بصورة واضحة ، وعدم إطاعتهم لعبداللّه بن الزبير ، وكذلك عكست القوة التي أصبح عليها المختار وأتباعه.
في هذا الوقت بدأ المختار ، يستعد للسيطرة على الكوفة في محرم ٦٦ هـ (آب ٦٨٥م) ، فأرسل لأتباعه وأخذ يجمعهم في الدور حوله ، وبينما هو منشغل في التحضير للثورة ، شك جماعة من بين أتباعه في ادعائه أن ابن الحنفية (١) أرسله إليهم ، فقرروا الذهاب إلى مكة ليسألوه عن ادعاء المختار هذا ، وفي مكة التقى الوفد بمحمد بن الحنفية ، فلما سمع كلامهم قال لهم : «قوموا بنا إلى إمامي ، وإمامكم علي بن الحسين» ، فلما دخل ودخلوا
__________________
(١) هو محمد بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي وكنيته أبو عبد اللّه وقيل أبا القاسم ، أمه خولة بنت جعفر بن قيس بن بكر بن وائل. ويقال أنها من سبي اليمامة فصارت إلى الإمام علي عليهالسلام ، وأخو الحسن والحسين عليهماالسلام ابني فاطمة الزهراء عليهاالسلام. وأما سبب تسميته بابن الحنفية ، أن أباه أمير المؤمنين عليهالسلام ، كان له ثلاثة أولاد محاميد وهم محمد الأكبر ، ومحمد الأوسط ، ومحمد الأصغر. أما الأصغر فكنيته أبو بكر ، وأمه ليلى بنت مسعود ، وهو الذي استشهد مع اخوته في واقعة الطف بكربلاء. وأما الأكبر فلقب بلقب أمه خولة كي يميزه عن الآخرين ، الأوسط والأصغر.
واختلفت الآراء في وفاته رضياللهعنه فقيل توفي في أول محرم ٧٢ ـ ٧٣ هـ بالمدينة المنورة ، ودفن بالبقيع وقيل إنّه توفي ببلاد أيلة. وايليا اسم مدينة ببيت المقدس ، وقيل معناه بيت اللّه. وقد سمي بيت المقدس ايليا بقول الفرزدق :
وبيتان بيت اللّه نحن ولاته |
|
وقصر بأعلى إيليا مشرق |
معجم البلدان / الحموي البغدادي ١ : ٢٩٤ ، أجوبة المسائل الدينية / السيّد عبد الرضا الحسيني المرعشي الشهرستاني ٣ : ٨٥.