تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللّه وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (١)
ثم أن المختار ، ودّع الجيش وانصرف ، وبات إبراهيم بموضع يقال له ، (حمام أعين) ، ثمّ رحل حتى وافى ساباط المدائن.
فحينئذٍ توسّم أهل الكوفة في المختار القلّة والضعف ، فخرج أهل الكوفة عليه ، وجاهروه بالعداوة ، ولم يبقَ أحد ممن اشترك في قتل الإمام الحسين عليهالسلام ، وكان مختفيا إلاّ وظهر ، ونقضوا بيعته وسلو عليه سيفا واحدا ، واجتمعت القبائل عليه من قبيلة بجيلة ، والأزد ، وكندة.
فبعث المختار من ساعته رسولاً إلى إبراهيم وهو في ساباط :
« لا تضع كتابي حتى تعود بجميع من معك ».
فلما جاءهم كتابه نادى بالرجوع ، فواصلوا السير بالسرى ، والمختار يشغل أهل الكوفة بالتسويف والملاطفة حتى يرجع إبراهيم بعسكره.
وبعد ثلاثة أيام من خروجه رجع إبراهيم إلى الكوفة ، ومعه أهل النجدة والقوة ، فلما علموا بقدومه ، افترقوا فرقتين ، ربيعة ومضر على حدة ، واليمن على حدة ، فخير المختار إبراهيم إلى أي الفرقتين تسير ، فقال : إلى أيّهما أحببت.
وكان المختار ذا عقل وافر ، ورأي حاضر فأمره بالسير إلى مضر بالكناسة وسار هو إلى اليمن إلى جبانة السبيع ، فبدأ بقتال رفاعة بن شداد ، فقاتل قتالاً شديد البأس ، حتى قتل ، وقاتل حميد بن مسلم وهو يقول :
__________________
(١) سورة الصف : ٦١ / ١٠ ـ ١٣.