وعلم المختار ، وأهل الكوفة بما حلّ بهذا الجيش ، وانتشرت في الكوفة إشاعة تقول ، أنّ الشيعة هزمهم أهل الشام «فأرجف الناس بالمختار ، وقالوا ، أن يزيد قُتل ولم يصدقوا أنه مات» (١).
ولكن المختار لم يستسلم للأحدات ، بل ظلّ ثابت الجنان ، وأصرّ على إنزال الهزيمة بالجيش الأموي ، فأسرع في إعداد جيش جديد تألّف من سبعة آلاف جندي ، وولّى على قيادته قائده العربي المشهور إبراهيم ابن الأشتر ، وأمر بأن يسرع السير إلى ميدان المعركة لإنقاذ الموصل.
وقيل : خرج في إثني عشر ألفا ، أربعة آلاف من القبائل ، وثمانية آلاف من الحمراء (٢) ، وشيّع إبراهيمَ مشيا فقال : «اركب رحمك اللّه ». فقال المختار : «إنّي لأحتسب الأمر في خطاي معك ، وأحبّ أن تتغبّر قدماي في نصرة آل محمد عليهمالسلام ، والطلب بدم الحسين عليهالسلام ».
نعم ، كانت وجهة المختار خالصة للّه ولرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لِمَ لا ، وهو الذي أخذ على نفسه عهدا ، أن يقضي على قتلة الإمام الحسين عليهالسلام ، فلا بأس أن يكون طريقه مزروعا بالأشواك. ما دامت النتيجة والصفقة رابحةً.
يقول اللّه تعالى :
« يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللّه وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّه بَأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن
__________________
(١) المصدر نفسه.
(٢) وهم المسلمون من غير العرب.