لأنّ البلاذري ، والطبري ، وابن الأثير ، والنويري يذكرون ، أن عميرا ، قائد القيسيين ، هرب عندما رأى جيش أهل الشام على وشك الهزيمة ، بينما حارب بكل قوة في بداية المعركة ، ويضيف الطبري هنا ، أن عميرا ، أرسل إلى إبراهيم بن الأشتر عندما رأى تراجع أهل الشام قائلاً : « أجيئك الآن ». فقال : « حتى تسكن فورة شرطة اللّه فإنّي أخاف عليك عاديتهم » (١). ولو صدر هنا منه قبل التحام الجيشين لرحّب به ولما قال له ذلك ، ولكنّه على كل حال ساعد موقف ابن الأشتر في ذلك الحين.
٤ ـ التثقيف الإسلامي ، والأعلام الهادف الذي كان يحثّ جيش ابن الأشتر على الإطاحة بأنصار الشجرة الملعونة ، قبل نشوب المعركة ، ممّا ساعد هذا على انضمام أعداد كثيرة من غير الشيعة إلى قوات المختار.
٥ ـ الانقسامات ، والخلافات العسكرية في قوات ابن زياد ، والتي ساعدت على إضعاف القاعدة المركزية في قوات الأمويين ، والتي سهّلت لإبراهيم أن يستغلّها بشكل ذكي ، في كسر قوات ابن زياد ، وتحقيق النصر عليها.
أما هزيمة (يوم الخازر) ، من وجهة نظر بني أمية وعبد الملك فقد كانت كارثة ، حيث تبدّد جيش الشام ، ومُزِّق شذر مذر ، وقُتل كثير من كبار قوادهم وذهبوا ، إلى جهنّم وبئس المصير.
__________________
(١) تاريخ الطبري ٤ : ٥٥٥.