المختار رضياللهعنه ، سيرة الرسول محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وآل بيته في معاملة الموالي ، ونبذ سياسة التفرقة التي اتّبعها الولاة والأمويين.
بينما ترى أميرالمؤمنين وأحسن الإمام علي بن أبيطالب عليهالسلام قد أحسن معاملة الموالي ، وكان جيشه يضمّ ١٦ ألف من الموالي والعبيد (١).
إنّ انخفاض منزلة الموالي الاجتماعية إبان حكم الأمويين أدّت بكثير منهم أن يكونوا مستعدّين للانضمام إلى أيِّ حركة معارضة ضدّ الوضع القائم ، محاولة منهم للحصول على العدالة والمساواة.
حتى إذا ظهر المختار وجد الموالي فيه الزعيم المنشود ، فأسرعوا إلى نبذ طاعة ابن الزبير. وقد رأوا في دعوة المختار فرصة يحقّقون بها آمالهم في التساوي بالعرب.
فانضمّوا إليه ، فساوى بينهم ، وبين العرب في الحقوق والواجبات. وجعل عطاءهم جميعا واحدا. كما أباح لهم مشاركة العرب بالفيء ، وركوب الخيل (٢).
وكان يلقبهم بـ (شيعة الحقّ) وبـ (شيعة المهدي) (٣).
كما أنّه عيّن كيسان أبو عمرة مولى عرينة على حرسه ، وربما كان هذا التعيّن لأنّه يثقّ به أكثر من غيره أو لأنّه كان أكثر نفوذا بين الموالي من مؤيّديه.
وأعلن المختار أن كلّ عبد ينضمّ إليه يكون حرّا (٤) ، وهذا ساعد على
__________________
(١) الفصول المهمة لابن الصباغ : ٨١.
(٢) الطبري ٢ : ٤٣ ـ ٤٤ ، كتاب الفتوح / ابن أعثم الكوفي ٦ : ٢٦٠.
(٣) الأعلام بالحروب الواقعة في صدر الإسلام / البياسي : ١٢٩.
(٤) أنساب الأشراف / البلاذري ٦ : ٤٤٨.