جميلة ، عن أبان بن تغلب قال : قال لي أبوعبدالله عليهالسلام : يا أبان أترى أن الله طلب من المشركين زكاة أموالهم وهم يشركون به حيث يقول : « وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكوة وهم بالآخرة هم كافرون »؟ قلت له : كيف ذاك جعلت فداك فسره لي؟ فقال : ويل للمشركين الذين أشركوا بالامام الاول وهم بالائمة الآخرين كافرون ، يا أبان إنما دعا الله العباد إلى الايمان به فإذا آمنوا بالله وبرسوله افترض عليهم الفرائض. قوله : « إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم » يعني نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى والنبيين « ومن خلفهم » أنت. قوله : « والغوا فيه « أي صيروه سخرية ولغوا.
وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : « إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم » يعني القرآن « لا يأتيه الباطل من بين يديه » قال : لا يأتيه من قبل التوراة ولا من قبل الانجيل والزبور ، وأما « من خلفه » لا يأتيه من بعده كتاب يبطله.
قوله : « لولا فصلت آياته أعجمي وعربي » قال : لو كان هذا القرآن أعجميا لقالوا : كيف نتعلمه ولساننا عربي وأتيتنا بقرآن أعجمي؟ فأحب الله أن ينزل بلسانهم. (١)
١٢٩ ـ فس : قوله تعالى : « أن أقيموا الدين » أي تعلموا الدين يعني التوحيد وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت والسنن والاحكام التي في الكتب والاقرار بولاية أمير المؤمنين عليهالسلام « ولا تتفرقوا فيه » أي لا تختلفوا فيه « كبر على المشركين ما تدعوهم إليه » من ذكر هذه الشرائع ، ثم قال : « الله يجتبي إليه من يشاء « أي يختار » ويهدي إليه من ينيب وهم الائمة الذين اجتباهم الله واختارهم.
قال : « وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم » قال : لم يتفرقوا بجهل ولكنهم تفرقوا لما جاءهم العلم وعرفوه فحسد بعضهم بعضا وبغى بعضهم على بعض لما رأوا من تفاضل أمير المؤمنين بأمر الله ، فتفرقوا في المذاهب وأخذوا بالآراء والاهواء ، ثم قال عزوجل : « ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم » قال : لولا أن الله قد قدر ذلك أن يكون في التقدير الاول لقضي بينهم إذا اختلفوا ، وأهلكهم ولم ينظرهم ،
____________________
(١) تفسيرالقمى : ٥٨٩ ـ ٥٩٤.