قوله : « وهو بالافق الاعلى » يعني رسول الله (ص) « ثم دنى » يعني الرسول (ص) من ربه عزوجل « فتدلى » قال : إنما نزلت : ثم دنا فتدانا « فكان قاب قوسين » قال : كان من الله كما بين مقبض القوس إلى رأس السية (١) « أو أدنى » قال : بل أدنى من ذلك « فأوحى إلى عبده ما أوحى » قال : وحي مشافهة.
قوله : « إذ يغشى السدرة ما يغشى » قال : لما رفع الحجاب بينه وبين رسول الله غشى نوره السدرة. قوله : « ما زاغ البصر وما طغى » أي لم ينكر « لقد رأى من آيات ربه الكبرى » قال : رأى جبرئيل على ساقه الدر مثل القطر على البقل له ستمائة جناح قد ملا ما بين السماء والارض.
وأما قوله : « أفرأيتم اللات والعزى » قال : اللات : رجل ، والعزى : امرأة. قوله : « ومنات الثالثة الاخرى » قال : كان صنم بالمسك خارج من الحرم على ستة أميال يسمى المنات. (٢) قوله : « تلك إذا قسمة ضيزى » أي ناقصة ، ثم قال : « إن هي » يعني اللات والعزى والمناة. « إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان »
____________________
وصاعدا « فاستوى » جبرائيل على صورته التى خلق عليها بعد الخدارة إلى محمد ( ص؟ ) « وهو » كناية عن جبرائيل « بالافق الاعلى » يعنى افق المشرق ، والمراد بالاعلى جانب المشرق وهو فوق جانب المغرب في صعيد الارض لا في الهواء ، قالوا : إن جبرائيل كان يأتى النبى ( ص؟ ) في صورة الادميين فسأله النبى ( ص؟ ) أن يريه نفسه على صورته التى خلق عليها ، فاراه نفسه مرتين : مرة في الارض ومرة في السماء اما في الارض ففى الافق الاعلى ، وذلك ان محمدا ( ص؟ ) كان بحراء فطلع له جبرائيل من المشرق فسد الافق إلى المغرب فخر ( النبى؟ ) ص مغشيا عليه فنزل جبرائيل في صورة الادميين فضمه إلى نفسه وهو قوله : « ثم دنا فتدلى » وتقديره : ثم تدلى أى قرب بعد بعده وعلوه في الافق الاعلى فدنا من محمد ( ص؟ ) ( إلى ان قال : ) وقيل : معناه : استوى جبرائيل ومحمد ( ص؟ ) بالافق الاعلى يعنى السماء الدنيا ليلة المعراج « فكان قاب قوسين» أى كان ما بين جبرائيل ورسول الله ( ص؟ ) قاب قوسين ، والقوس : ما يرمى به ، وقيل : قدر ذراعين ، « فاوحى إلى عبده ما اوحى » أى فاوحى الله على لسان جبرائيل إلى عبدالله محمد ( ص؟ ) ما اوحى الله تعالى إليه. « إذ يغشى السدرة ما يغشى » قيل : يغشاه الملائكة أمثال الغربان حين يقعن على الشجر.
(١) سية القوس : ما عطف من طرفيها.
(٢) تقدم في تفسير الايات معان اخر لها.