[ التنبيه الأول ]
١٠١ ـ قوله ( قده ) : فان الانحلال المتوهم في الأقل والأكثر (١) ... الخ.
تقريب الانحلال من وجوه :
أحدها : أن المقيد بما هو مقيد كما يتوقف وجوده على وجود القيد ، كذلك على وجود ذات المقيد ، فذات المقيد واجبة بقول مطلق ، إما بوجوب نفسي أو بوجوب مقدمي.
والجواب : بالفرق بين مقدمية ذات المقيد ومقدمية القيد ، فان الثاني مقدمة خارجية مباينة لذيها في الوجود ، فيمكن وجوبها المقدمي بخلاف ذات المقيد ، فانها من علل قوام المقيد بما هو مقيد ، كالاجزاء بالاضافة إلى المركب ، فهي غير مباينة لذيها في الوجود ، فلا يعقل وجوبها المقدمي مع فرض وجوب المقيد المتقوم بها.
فسبقها عليه بالتجوهر في مقام الماهية ، وسبقها عليه بالطبع في الوجود لا يجدي إلا في أصل المقدمية ، لا فيما هو ملاك الوجوب المقدمي.
ثانيها : أن ذات المقيد وان لم يكن لها وجوب غيري مقدمي ، إلا أنها متعلق الوجوب النفسي ، فللوجوب النفسي تعلق بها وبتقيدها ، كالمركب من الأجزاء المستقلة بالوجود في الخارج.
بيانه : أن ذات المقيد لها وجود حقيقي استقلالي في الخارج ، ولتقيدها وجود انتزاعي ، ولا جهة وحدة لهما إلا اللحاظ ؛ بداهة أن الماهيات في حدود ذواتها
__________________
(١) كفاية الاصول / ٣٦٧.