ولما قال رسول الله (ص) لابن مسعود : اقرء على ، قال : ففتحت سورة النساء فلما بلغت « فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا (١) » رأيت عيناه تذرفان من الدمع ، فقال لي : حسبك الآن (٢).
(باب ١٠)
*(نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلىاللهعليهوآله)*
*(وهو من الباب الاول)*
١ ـ قب : كان صلىاللهعليهوآله يمزح ولا يقول : إلا حقا ، قال أنس : مات نغير لابي عمير وهو ابن لام سليم ، فجعل النبي صلىاللهعليهوآله يقول : يابا عمير ما فعل النغير؟.
وكان حادي بعض نسوته خادمه أنجشة فقال له : يا أنجشة ارفق بالقوارير. وفي رواية : لا تكسر القوارير.
وكان له عبد أسود في سفر ، فكان كل من أعيا ألقى عليه بعض متاعه حتى حمل شيئا كثيرا ، فمر به النبي صلىاللهعليهوآله فقال : أنت سفينة فأعتقه.
وقال رجل : احملني يا رسول الله ، فقال : إنا حاملوك على ولد ناقة ، فقال : ما أصنع بولد ناقة؟ قال صلىاللهعليهوآله : وهل يلد الابل إلا النوق.
واستدبر رجلا من ورائه وأخذ بعضده ، وقال : من يشتري هذا العبد؟ يعني أنه عبدالله.
وقال صلىاللهعليهوآله لاحد : لا تنس ياذا الاذنين.
زيد بن أسلم إنه قال لامرأة وذكرت زوجها : أهذا الذي في عينيه بياض؟ فقالت لا ، ما بعينيه بياض ، وحكت لزوجها فقال : أما ترين بياض عيني أكثر من سوادها؟
ورأى صلىاللهعليهوآله جملا عليه حنطة ، فقال : تمشي الهريسة.
____________________
(١) النساء : ٤١.
(٢) الرسائل المنسوب إلى الشهيد : ١٣٩.