صلىاللهعليهوآله المدينة بخمسة أشهر ، وبنا بها مرجعه من بدر ، والاول أصح ، و روي عن بعض أهل التاريخ أن تزويجها كان في شهر ربيع الاول من سنة اثنتين من الهجرة ، وبنى بها فيها ، وولدت الحسن عليهالسلام في هذه السنة ، وقيل : بل ولد الحسن عليهالسلام منتصف شهر رمضان من سنة ثلاث ، والحسين عليهالسلام في سنة أربع ، وقيل : كان بين ولادة الحسن عليهالسلام والعلوق بالحسين عليهالسلام خمسون ليلة ، وولد الحسين عليهالسلام لليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة.
وفي هذه السنة كانت سرية عبدالله بن جحش(١) ، وفي هذه السنة حولت القبلة إلى الكعبة ، كان النبي صلىاللهعليهوآله يصلي بمكة ركعتين بالغداة وركعتين بالعشي ، فلما عرج به إلى السماء أمر بالصلوات الخمس فصارت الركعتان في غير المغرب للمسافر وللمقيم أربع ركعات(٢) ، فلما هاجر النبي صلىاللهعليهوآله إلى المدينة أمر أن يصلي نحو بيت المقدس لئلا يكذبه اليهود ، لان نعته صلىاللهعليهوآله في التوراة أنه صاحب قبلتين ، وكانت الكعبة أحب القبلتين إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، فأمره الله تعالى أن يصلي إلى الكعبة ، قال محمد بن حبيب الهاشمي : حولت في الظهر يوم الثلثاء للنصف من شعبان زار رسول الله صلىاللهعليهوآله أم بشر بن البراء بن معرور في بني سلمة فتغدى هو وأصحابه وجاءت الظهر فصلى بأصحابه في مسجد القبلتين ركعتين من الظهر إلى الشام ، ثم امر أن يستقبل الكعبة وهو راكع في الركعة الثانية ، فاستدار إلى الكعبة فدارت الصوف خلفه ، ثم أتم الصلاة فسمي مسجد القبلتين.
وقال الواقدي : كان هذا يوم الاثنين للنصف من رجب على رأس سبعة عشر شهرا ، وعن البراء على رأس ستة عشر شهرا ، أو سبعة عشر شهرا ، وعن السدي على رأس ثمانية عشر شهرا من مهاجره صلىاللهعليهوآله(٣).
____________________
(١) في المصدر : وذلك كان في رجب على رأس سبعة عشر من الهجرة. بعثه في اثنى عشر رجلا من المهاجرين كل اثنين يعتقبان بعيرا إلى بطن نخلة إه.
(٢) في نسخة : وللمقيم أربع ركعات في الثلاث.
(٣) كان الاولى ان يذكر تحول القبلة في الباب الاتى.