قبل الموت ، إنهما سمتاه! فقلنا إنهما وأبويهما شر من خلق الله(١).
٢٩ ـ شى : الحسين بن المنذر قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن قول الله : « أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم » القتل أم الموت؟ قال يعنى أصحابه الذين فعلوا ما فعلوا(٢).
____________________
(١) المصدر نفسه ، وضمير التثنية كناية عن المرءتين اللتين يقول الله عزوجل فيهما : « ان تتوبا إلى الله ـ فقد صغت قلوبكما ـ وان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين ».
(٢) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٠٠ ، والسؤال وقع عن أنه ص هل قتل بالسم ، أو مات كما يموت الانسان حتف أنفه ، فأعرض عن سؤاله وأجابه بما هو أهم بالنسة إلى السائل ، وهو أن كلامه تعالى : « وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على ـ أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين ، وان كان تقريعا لجل المهاجرين والانصار الذين فروا عن المشركين يوم احد وكادوا أن ينقلبوا على أعقابهم إلى جاهليتهم الاولى ، حيث زعموا أن رسول الله قد قتل ـ
لكن السورة لما كانت نازلة بعد مقفل رسول الله من احد سالما فلا تريد الاية الكريمة الا أن تقرعهم بما في قلوبهم من الضعف والمرض وتبحث عما في نفوسهم بأنه هل الايمان نفذ في أعماق روحكم ، أو أنكم تتلقونه بألسنتكم ظاهرا وتقولون في قلوبكم باطنا : هل لنا من الامر من شئ »؟
فهل أنتم بحيث اذاحدث حادث فقتل رسول الله أو مات كما مات سائر أنبياء الله المرسلين ترجعون على أعقابكم القهقرى؟
فاعلموا انه من ينقلب حين وفاة رسول الله على عقبيه وأحيا سنة الجاهلية الاولى فلن يضر الله شيئا ، فان الله حافظ دينه « انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون » وسيجزى الله الشاكرين لنعمة الهداية الثابتين على سيرة رسول الله وهديه.
فالامام عليهالسلام ينبه السائل إلى أن الاية الكريمة بما في ذيلها « ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين » تشير إلى أن المؤمنين وفيهم الفارون عن غزاة احد.