بكاءه بكوا ، فقال صلىاللهعليهوآله : ان الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ... الحديث. (١)
والصحاح الدالة على بكائه على الموتى ممّا لا يكاد يحصى.
وأما قوله صلىاللهعليهوآله وتقريره الدالان على جواز البكاء فمستفيضان ومواردهما كثيرة.
احدها : يوم استشهد جعفر الطيّار ، إذ جاءت النبي صلىاللهعليهوآله امرأته أسماء بنت عميس فعزّاها ، ودخلت فاطمة عليهاالسلام وهي تبكي وتقول : واعماه.
فقال النبي صلىاللهعليهوآله : على مثل جعفر فلتبك البواكي. (٢)
ثانيها : يوم رجع رسول الله صلىاللهعليهوآله من اُحد ، وجعلت نساء الأنصار يبكين على من قتل من رجالهن.
فقال ـ بعد أن أقرّهنّ على البكاء ـ : ولكن حمزة لا بواكي له ، ثمّ نام فانتبه وهن يبكين حمزة فهن إلى اليوم إذا بكين يندبن حمزة. (٣)
__________________
١ ـ قال رحمهالله : وهذا الحديث حجّة من ثلاث جهات ؛ فعل النبي صلىاللهعليهوآله وقوله وتقريره.
٢ ـ قال رحمهالله : هذا الحديث مستفيض وطرقه صحيحة ، وقد ذكره ابن عبد البر في ترجمة جعفر من الاستيعاب ، وهو مشتمل على تقرير النبي صلىاللهعليهوآله على البكاء وأمره به ، على أنّ مجرد بكاء الزهراء حجّة بالغة.
٣ ـ قال رحمهالله : ولا تنس كلمة النبي صلىاللهعليهوآله في طلب البكاء على حمزة وما فيها من الدلالة على الاستحباب ، وحسبك بها ، وبقوله : على مثل جعفر فلتبك البواكي دليلاً على ذلك ...
وأمّا ما جاء في صحيحي البخاري ومسلم من انّ الميّت يعذّب ببكاء أهله عليه. وفي