ثار خبر ـ ثلاثاً ـ عن جيشكم هذا الغازي ، إنّهم لقوا العدو ، ثمّ نعى لهم زيداً وجعفراً وعبد الله ، وقال صلىاللهعليهوآله ـ بعدها بليلة ـ مرّ بي جعفر البارحة في نفر من الملائكة ، له جناحان مخضّب القوادم بالدم. (١)
وفي ترجمة جعفر من كتاب الاستيعاب (٢) : بعث رسول الله صلىاللهعليهوآله بعثه إلى مؤتة في جمادي الأولى سنة ثمان من الهجرة ، فقاتل فيها جعفر حتى قطعت يداه جميعاً ، ثمّ قتل ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : انّ الله أبدله بيديه جناحين يطير بهما في الجنّة حيث يشاء.
وقد لحقه في هذه الفضيلة شبل أخيه قمر بني هاشم فانّه قطعت يداه في سبيل الله تعالى وضرب على هامته بعمود من حديد.
ولئن أصيب ذو الجناحين ببضع وثمانين جراحة ، فلقد روي في حديث بني أسد : أنّه لمّا دفنوا العبّاس عليهالسلام كانوا كلّما رفعوا منه جانباً سقط الآخر لكثرة ضرب السيوف ، وطعن الرماح ، وامتاز العبّاس بعظيم المواساة ، فانّه لمّا اقتحم المشرعة قال : لا أشرب وأبو عبد الله عطشان.
وهل سمعت بأحد من الأوّلين والآخرين فدى قربة من الماء رجاء أن يشربها أخوه وعياله وأطفاله بنفسه؟ ووقاها حرصاً على إيصالها إليهم بمهجته؟
وليتك يا ساقي عطاشى كربلاء أرويت كبدك الحرّى بجرعة منها قبل مقتلك؟ وليتهم إذ قتلوك أبقوا دماءها لغسلك ، وبالعزيز على سكينة عزيزة أخيك أن تراك ذبيحاً دون يسير من الماء توصله إليها ، ويعزّ على عقيلتكم زينب أن
__________________
١ ـ الإصابة ١ : ٢٣٧ ، البداية والنهاية ٤ : ٢٥٥ ، تهذيب التهذيب ٢ : ٩٨ ، أسد الغابة ١ : ٢٨٦ ، الطبقات الكبرى ٤ : ٢٢ ، حلية الأولياء ١ : ١١٤.
٢ ـ الاستيعاب ١ : ٣١٢.