قال : يا هامة من كان وصي آدم؟ قال : كان شيث ، قال : من كان وصي نوح؟ قال كان سام ، قال : فمن وجدتم وصي هود؟ قال : ذاك ياسر بن هود ، قال : فمن وجدتم وصي عيسى؟ قال : شمعون بن حمون الصفا ابن عم مريم عليهماالسلام ، ثم قال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا هام ولم كانوا هؤلاء أوصياء الانبياء؟ فقال : يا رسول الله لانهم كانوا أزهد الناس في الدنيا وأرغب الناس في الآخرة ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : فمن وجدتم وصي محمد؟ قال هام : ذاك إليا ابن عم محمد صلىاللهعليهوآله قال : فهو علي وهو وصيي وأخي ، وهو أزهد أمتي في الدنيا وأرغب إلى الله في الآخرة ، قال : فسلم هام على أمير المؤمنين عليهالسلام وتعلم منه سورا ، ثم قال : أخبرني (١) بهذه السور أصلي بها؟ قال له : نعم يا هام قليل القرآن كثير ، فسلم هام على رسول الله صلىاللهعليهوآله وانصرف ، فلم يلقه رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى قبض (ص) ، فلما كان يوم الهرير أتى أمير المؤمنين عليهالسلام في حربه فقال له : يا وصي محمد إنا وجدنا في كتب الانبياء أن الاصلع وصي محمد خير الناس ، اكشف رأسك ، فكشف عن رأسه مغفره فقال (٢) : أنا والله ذاك ياهام (٣).
يج : سعد بإسناده مثله (٤).
بيان : قال الجوهري : العكازة عصا ذات زج (٥) قوله صلىاللهعليهوآله : « لغة جني » لعله إنما قال ذلك على سبيل التعجب أي لغته لغة جني فكيف وطئ جبال تهامة؟ قوله : « عن الاعتصام » أي بحبل الله ودينه. قوله : « والشاب المؤمل » على بناء الفاعل أي الراجي للامور العظيمة ، أو لطول البقاء ، أو لاضلال الخلق ، أو على بناء المفعول أي تجعل الناس بحيث يأملون منك الخير. وفي كتاب السماء والعالم برواية علي بن إبراهيم : « بئس لعمري الشاب المؤمل والكهل المؤمر » وقال
____________________
(١) في المصدر : أخبرني يا علي.
(٢) في المصدر : وقال.
(٣) بصائر الدرجات : ٢٨.
(٤) الخرائج والجرائح : ١٤٠ و ١٤١.
(٥) الصحاح : ٨٨٤.