قد التفت إلى علي عليهالسلام وهي تقول : يا أميرالمؤمنين إنه ركبني يوما وهو يريد زيارة ابن عم له ، وواقعني فأنا حامل منه؟ فقال الاعرابي : ويحكم النبي هذا أم هذا؟ فقيل : هذا النبي وهذا أخوه وابن عمه ، فقال الاعرابي : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، وسأل النبي صلىاللهعليهوآله أن يسأل الله تعالى عز وعلا أن يكفيه ما في بطن ناقته ، فكفاه وحسن إسلامه.
قال الراوندي : ليس في العادة أن تحمل الناقة من الانسان ، ولكن الله جل ثناؤه قلب العادة في ذلك دلالة لنبيه صلىاللهعليهوآله على أنه يجوز أن يكون نطفة الرجل على هيئتها في بطن الناقة حينئذ ولم تصر علقة بعد وإنما أنطقها الله تعالى عز وعلا ليعلم به صدق رسول الله صلىاللهعليهوآله (١).
٢ ـ يج : روي عن الحارث الاعور قال : بينما أمير المؤمنين عليهالسلام يخطب بالكوفة على المنبر إذ نظر إلى زاوية المسجد فقال : يا قنبر ائتني بما في ذلك الجحر فاذا هو بأرقط حية بأحسن ما يكون ، فأقبل إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فجعل يساره ثم انصرف إلى الجحر ، فتعجب الناس قالوا : وما لنا لانعجب؟ قال : ترون هذه الحية بايعت رسول الله صلىاللهعليهوآله على السمع والطاعة فمنكم من يسمع ومنكم من لايسمع ولايطيع. قال الحارث : فكنا مع أمير المؤمنين عليهالسلام في كناسة إذ أقبل أسد تهوي من البر ، فتقضقضنا من حوله ، وجاء الاسد حتى قام بين يديد ووضع يديه على ( بين خ ل ) اذنيه ، فقال له علي عليهالسلام : ارجع بإذن الله ولا تدخل الهجرة بعد اليوم وأبلغ السباع عني (٢).
بيان : الرقطة : سواد يشوبه نقط بيض. والكناسة بالضم : موضع بالكوفة والتقضقض : التفرق. والهحرة دار الهجرة ، فإن الكوفة كانت دار هجرته صلوات الله عليه.
٣ ـ يج : روي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن بعض الكوفيين قال : دخل
____________________
(١) مخلوط.
(٢) لم نجده في الخرائج المطبوع.