ورئي أمير المؤمنين عليهالسلام حزينا فقيل له : مم حزنك؟ قال : لسبع أتت لم يضف إلينا ضيف.
تفسير أبي يوسف : يعقوب بن سفيان وعلي بن حرب الطائي ومجاهد بأسانيدهم عن ابن عباس وأبي هريرة ، وروى جماعة عن عاصم بن كليب عن أبيه ـ واللفظ له ـ عن أبي هريرة أنه جاء رجل إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فشكا إليه الجوع ، فبعث رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى أزواجه فقلن : ما عندنا إلا الماء ، فقال صلىاللهعليهوآله :من لهذا الرجل الليلة؟ فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : أنا يا رسول الله ، فأتى فاطمة وسألها : ما عندك يا بنت رسول الله؟ فقالت : ما عندنا إلا قوت الصبيه لكنا نؤثر ضيفنا به ، فقال علي عليهالسلام : يا بنت محمد صلىاللهعليهوآله نومي الصبية واطفئ المصباح ، وجعلا يمضغان بألسنتهما ، فلما فرغ من الاكل أتت فاطمة بسراج فوجد الجفنة مملوءة من فضل الله ، فلما أصبح صلى مع النبي صلىاللهعليهوآله ، فلما سلم النبي (ص) من صلاته نظر إلى أمير المؤمنين عليهالسلام وبكى بكاء شديدا وقال : يا أمير المؤمنين لقد عجب الرب من فعلكم البارحة ، اقرأ : « ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة (١) » أي مجاعة « ومن يوق شح نفسه » يعني عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام « فأولئك هم المفلحون ».
كتاب أبي بكر الشيرازي بإسناده عن مقاتل ، عن مجاهد عن ابن عباس في قوله : « رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله (٢) » إلى قوله : « بغير حساب » قال : هو والله أمير المؤمنين ، ثم قال بعد كلام : وذلك أن النبي صلىاللهعليهوآله أعطى عليا يوما ثلاثمائة دينارا اهديت إليه ، قال علي : فأخذتها وقلت : والله لاتصدقن الليلة من هذه الدنانير صدقة يقبلها الله مني ، فلما صليت العشاء الآخرة مع رسول الله صلىاللهعليهوآله أحذت مائة دينار وخرجت من المسجد ، فاستقبلتني امرأة فأعطيتها الدنانير ، فأصبح الناس بالغد يقولون : تصدق علي الليلة بمائة دينار على امرأة فاجرة ، فاغتممت غما شديدا فلما صليت الليلة القابلة صلاة العتمة أخذت مائة دينار و خرجت من
____________________
(١) سورة الحشر : ٩.
(٢) سورة النور : ٣٧ و ٣٨.