سأحدثكم ، فتباعدوا عنه فكان يتكلم مع أحدهم حتى دهش ووله وجعل يهيم ، ولا يجيب أحدا وانصرفوا عنه.
صفوان بن مهران قال : سمعت الصادق عليهالسلام يقول : رجلان اختصما في زمن الحسين عليهالسلام في امرأة وولدها ، فقال هذا : لي ، وقال هذا : لي ، فمر بهما الحسين عليهالسلام فقال لهما : فيما تمرجان؟ قال أحدهما : إن الامرأة لي ، وقال الآخر : إن الولد لي ، فقال للمدعي الاول : اقعد فقعد وكان الغلام رضيعا فقال الحسين عليهالسلام : يا هذه اصدقي من قبل أن يهتك الله نسترك ، فقالت : هذا زوجي والولد له ، ولا أعرف هذا.
فقال عليهالسلام : يا غلام ما تقول هذه؟ انطق باذن الله تعالى ، فقال له : ما أنا لهذا ولا لهذا ، وما أبي إلا راعي لآل فلان ، فأمر عليهالسلام برجمها.
قال جعفر عليهالسلام : فلم يسمع أحد نطق ذلك الغلام بعدها.
الاصبغ بن نباتة قال : سألت الحسين عليهالسلام فقلت : سيدي أسألك عن شئ أنا به موقن وإنه من سر الله وأنت المسرور إليه ذلك السر ، فقال : يا أصبغ أتريد أن ترى مخاطبة رسول الله لابي دون يوم مسجد قبا؟ قال : هذا الذي أردت قال : قم ، فإذا أنا وهو بالكوفة ، فنظرت فإذا المسجد من قبل أن يرتد إلي بصري ، فتبسم في وجهي ، ثم قال : يا أصبغ إن سليمان بن داود اعطي الريح « غدوها شهر ورواحها شهر » وأنا قد اعطيت أكثر مما اعطى سليمان ، فقلت : صدقت والله يا ابن رسول الله.
فقال : نحن الذين عندنا علم الكتاب ، وبيان ما فيه ، وليس عند أحد من خلقه ما عندنا ، لانا أهل سر الله ، فتبسم في وجهي ثم قال : نحن آل الله وورثة رسوله ، فقلت : الحمد لله على ذلك قال لي : ادخل فدخلت فإذا أنا برسول الله (ص) محتبئ في المحراب بردائه فنظرت فإذا أنا بأمير المؤمنين عليهالسلام قابض على تلابيب الاعسر فرأيت رسول الله يعض على الانامل وهو يقول : بئس الخلف خلفتني أنت