الحسين عليهالسلام : فان أخطأه ذلك؟ فقال الاعرابي : فصاعقة تنزل من السماء و تحرقه فانه أهل لذلك.
فضحك الحسين عليهالسلام ورمى بصرة إليه فيه ألف دينار ، وأعطاه خاتمه ، وفيه فص قيمته ما ئتا درهم وقال : يا أعرابي أعط الذهب إلى غرمائك ، واصرف الخاتم في نفقتك ، فأخذ الاعرابي وقال : « الله أعلم حيث يجعل رسالاته » الآية (١).
١٢ ـ أقول : روي في بعض مؤلفات أصحابنا عن أبي سلمة قال : حججت مع عمر ابن الخطاب ، فلما صرنا بالابطح فاذا بأعرابي قد أقبل علينا فقال : يا أمير المؤمنين إني خرجت وأنا حاج محرم ، فأصبت بيض النعام ، فاجتنيت وشويت وأكلت ، فما يجب علي؟ قال : ما يحضرني في ذلك شئ ، فاجلس لعل الله يفرج عنك ببعض أصحاب محمد صلىاللهعليهوآله.
فإذا أمير المؤمنين عليهالسلام قد أقبل والحسين عليهالسلام يتلوه ، فقال عمر : يا أعرابي هذا علي بن أبي طالب عليهالسلام فدونك ومسألتك ، فقام الاعرابي وسأله فقال علي عليهالسلام : يا أعرابي سل هذا الغلام عندك يعني الحسين عليهالسلام.
فقال الاعرابي : إنما يحيلني كل واحد منكم على الآخر ، فأشار الناس إليه : ويحك هذا ابن رسول الله فاسأله ، فقال الاعرابي : يا ابن رسول الله إني خرجت منى بيتي حاجا وقص عليه القصة فقال له الحسين : ألك إبل؟ قال : نعم قال : خذ بعدد البيض الذي أصبت نوقا فاضربها بالفحولة ، فما فصلت فاهدها إلى بيت الله الحرام.
فقال عمر : يا حسين النوق يزلقن ، فقال الحسين : يا عمر إن البيض يمرقن فقال : صدقت وبررت ، فقام علي عليهالسلام وضمه إلى صدره وقال : « ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم » (٢).
____________________
(١) الانعام : ١٢٤.
(٢) قد مر نظيرها في اخيه الحسن عليهالسلام ج ٤٣ ص ٣٥٤ عن كتاب المناقب نقلا عن القاضى النعمان في شرح الاخبار وفيه : فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : سل أى الغلامين شئت فقال الحسن الخ ، راجع مناقب آل أبى طالب ج ٤ ص ١٠.