فنادى القوم بأجمعهم بل البقية والحياة (١).
٦ ـ ج ، د : عن سليم بن قيس قال : قام الحسن بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام على المنبر حين اجتمع مع معاوية ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس إن معوية زعم أني رأيته للخلافة أهلا ، ولم أرنفسي لها أهلا ، وكذب معاوية أنا أولى الناس بالناس ، في كتاب الله ، وعلى لسان نبي الله ، فاقسم بالله لو أن الناس بايعوني وأطاعوني ونصروني لاعطتهم السماء قطرها ، والارض بركتها ، ولما طمعت فيها يا معاوية ، وقد قال رسول الله (ص) : ما ولت امة أمرها رجلا قط وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالا ، حتى يرجعوا إلى ملة عبدة العجل.
وقد ترك بنو إسرائيل هارون ، واعتكفوا على العجل ، وهم يعلمون أن هارون خليفة موسى ، وقد تركت الامة عليا عليهالسلام وقد سمعوا رسول الله (ص) يقول
____________________
(١) روى هذه الخطبة ابن الاثير الجزري ج ٢ ص ١٣ من اسد الغابة باسناده إلى ابى بكر بن دريد قال قام الحسن بعد موت أبيه أمير المؤمنين فقال بعد حمد الله عزوجل : انا والله ما ثنانا عن أهل الشام شك ولا ندم ، وانما كنا نقاتل أهل الشام بالسلامة والصبر فسلبت السلامة بالعداوة والصبر بالجزع ، وكنتم في منتدبكم إلى صفين : دينكم أمام دنياكم ، فأصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم ، ألا وانا لكم كما كنا ، ولستم لنا كما كنتم.
ألا وقد أصبحتم بين قتيلين : قتيل بصفين تبكون له ، وقتيل بالنهروان تطلبون بثأره فأما الباقى فخاذل ، وأما الباكى فثائر ، الا وان معاوية دعانا إلى امر ليس فيه عز ولا نصفة فان أردتم الموت رددناه عليه وحاكمناه إلى الله عزوجل بظبا السيوف ، وان أردتم الحياة قبلناه ، وأخذنا لكم الرضا ، فناداه القوم من كل جانب : البقية! البقية! فلما أفردوه أمضى الصلح.
وروى مثله في تذكرة خواص الامة ص ١١٤ قال : وفى رواية أنه قال عليهالسلام : نحن حزب الله المفلحون ، وعترة رسوله المطهرون ، وأهل بيته الطيبون الطاهرون ، و أحد الثقلين اللذين خلفهما رسول الله صلىاللهعليهوآله فيكم ، فطاعتنا مقرونة بطاعة الله فان تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول.
وان معاوية دعانا الحديث.