وضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا » (١).
بيان : قوله عليهالسلام « لما حلمت » لعل المعنى قرب حملها أو المراد بقوله « جاء جبرئيل » مجيئه قبل ذلك أو بقوله حملت ثانيا شعرت به ولعله على هذا التأويل الباء في قوله بوالديه للسببية ، وحسنا مفعول وصينا وفي بعض القراءات حسنا بالتحريك فهو صفة لمصدر محذوف أي إيصاء حسنا ، فعلى هذا يحتمل أن يكون المراد بقوله « وصينا » جعلناه وصيا قال في مجمع البيان : قرأ أهل الكوفة إحسانا والباقون حسنا وروى عن علي عليهالسلام وأبي عبدالرحمان السلمي حسنا بفتح الحاء والسين انتهى. والوالدان رسول الله وأمير المؤمنين كما في سائر الاخبار ويحتمل الظاهر أيضا.
١٧ ـ مل : محمد بن جعفر الرزاز ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن عمرو ابن سعيد ، عن رجل من أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليهالسلام أن جبرئيل نزل على محمد صلىاللهعليهوآله فقال : يا محمد إن الله يقرأ عليك السلام ، ويبشرك بمولود يولد من فاطمة عليهاالسلام تقتله امتك من بعدك ، فقال : يا جبرئيل وعلى ربي السلام لا حاجة لي في مولود يولد من فاطمة تقتله امتي من بعدي ، قال : فعرج جبرئيل ثم هبط فقال له مثل ذلك فقال : يا جبرئيل وعلى ربي السلام لا حاجة لي في مولود تقتله امتي من بعدي فعرج جبرئيل إلى السماء ثم هبط فقال له : يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويبشرك أنه جاعل في ذريته الامامة والولاية والوصية فقال : قد رضيت.
ثم أرسل إلى فاطمة : أن الله يبشرني بمولود يولد منك تقتله امتي من بعدي فأرسلت إليه : أن لا حاجة لي في مولود يولد مني تقتله امتك من بعدك فأرسل إليها أن الله جاعل في ذريته الامامة والولاية والوصية فأرسلت إليه أني قد رضيت « فحملته كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أو زعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي
____________________
(١) الاحقاف : ١٥ والحديث في كامل الزيارات ص ٥٥ و ٥٦.