عن طريقهم ومضوا لشأنهم.
٤٥ ـ وروى صاحب الدر الثمين في تفسير قوله تعالى : « فتلقى آدم من ربه كلمات » (١) أنه رأى ساق العرش وأسماء النبي والائمة عليهمالسلام فلقنه جبرئيل قل : يا حميد بحق محمد ، يا عالي بحق علي ، يا فاطر بحق فاطمة ، يا محسن بحق الحسن والحسين ومنك الاحسان.
فلما ذكر الحسين سالت دموعه وانخشع قلبه ، وقال : يا أخي جبرئيل في ذكر الخامس ينكسر قلبي وتسيل عبرتي؟ قال جبرئيل : ولدك هذا يصاب بمصيبة تصغر عندها المصائب ، فقال : يا أخي وما هي؟ قال : يقتل عطشانا غريبا وحيدا فريدا ليس له ناصر ولا معين ، ولو تراه يا آدم وهو يقول : واعطشاه واقلة ناصراه ، حتى يحول العطش بينه وبين السماء كالدخان ، فلم يجبه أحد إلا بالسيوف ، وشرب الحتوف ، فيذبح ذبح الشاة من قفاه ، وينهب رحله أعداؤه وتشهر رؤسهم هو وأنصاره في البلدان ، ومعهم النسوان ، كذلك سبق في علم الواحد المنان ، فبكى آدم وجبرئيل بكاء الثكلى.
٤٦ ـ وروي عن بعض الثقات الاخيار أن الحسن والحسين عليهماالسلام دخلا يوم عيد إلى حجرة جدهما رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالا : يا جداه ، اليوم يوم العيد ، وقد تزين أولاد العرب بألوان اللباس ، ولبسوا جديد الثياب ، وليس لنا ثوب جديد وقد توجهنا لذلك إليك ، فتأمل النبي حالهما وبكى ، ولم يكن عنده في البيت ثياب يليق بهما ، ولا رأى أن يمنعهما فيكسر خاطرهما ، فدعا ربه وقال : إلهي اجبر قلبهما وقلب امهما.
فنزل جبرئيل ومعه حلتان بيضاوان من حلل الجنة ، فسر النبي صلىاللهعليهوآله وقال لهما : يا سيدي شباب أهل الجنة خذا أثوابا خاطها خياط القدرة على قدر طولكما ، فلما رأيا الخلع بيضا قالا : يا جداه كيف هذا وجميع صبيان العرب لا بسون ألوان الثياب ، فأطرق النبي ساعة متفكرا في أمرهما.
____________________
(١) البقرة : ٣٧.