الحساب؟ أما ترضين أن يكون ابنك من حملة العرش؟ أما ترضين أن يكون أبوك يأتونه يسألونه الشفاعة؟ أما ترضين أن يكون بعلك يذود الخلق يوم العطش عن الحوض فيسقي منه أولياءه ويذود عنه أعداءه؟ أما ترضين أن يكون بعلك قسيم النار : يأمر النار فتطيعه ، يخرج منها من يشاء ويترك من يشاء.
أما ترضين أن تنظرين إلى الملائكة على أرجاء السماء ينظرون إليك وإلى ما تأمرين به ، وينظرون إلى بعلك قد حضر الخلائق وهو يخاصمهم عند الله فما ترين الله صانع بقاتل ولدك وقاتليك وقاتل بعلك إذا أفلجت حجته على الخلائق ، وامرت النار أن تطيعه؟
أما ترضين أن يكون الملائكة تبكي لابنك ، وتأسف عليه كل شئ؟ أما ترضين أن يكن من أتاه زائرا في ضمان الله ويكون من أتاه بمنزلة من حج إلى بيت الله واعتمر ، ولم يخل من الرحمة طرفة عين ، وإذا مات مات شهيدا وإن بقي لم تزل الحفظة تدعو له ما بقي ، ولم يزل في حفظ الله وأمنه حتى يفارق الدنيا. قالت : يا أبه سلمت ، ورضيت وتوكلت على الله ، فمسح على قلبها ومسح عينيها ، وقال : إني وبعلك وأنت وابنيك في مكان تقر عيناك ، ويفرح قلبك (١).
مل : محمد الحميري ، عن أبيه ، عن علي بن محمد بن سالم ، عن محمد بن خالد عن عبدالله بن حماد البصري ، عن عبدالله بن عبدالرحمان الاصم ، عن مسمع ابن عبدالملك ، عن أبي عبدالله عليهالسلام مثله إلى قوله : بهم ينزل الغيث ثم قال : وذكر هذا الحديث بطوله (٢).
بيان : قوله : « يتهادون إلى القتل » إما من الهدية كأنه يهدي بعضهم بعضا إلى القتل ، أو من قولهم : تهادت المرأة : تمايلت في مشيتها ، أو من قولهم هداه أي تقدمه أي يتسابقون ، وعلى التقديرات كناية عن فرحهم وسرورهم بذلك ، والذود الطرد والدفع.
____________________
(١) تفسير فرات : ص ٥٥ و ٥٦.
(٢) كامل الزيارات ص ٦٩.