خيبري ثم قال : « اللهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا » فلم يكن أحد في الكساء غيري وأخي وأبي وامي ، ولم يكن أحد تصيبه جنابة في المسجد ويولد فيه إلا النبي صلىاللهعليهوآله وأبي تكرمة من الله لنا وتفضيلا منه لنا ، وقد رأيتم مكان منزلنا من رسول الله صلىاللهعليهوآله.
وأمر بسد الابواب فسدها وترك بابنا ، فقيل له في ذلك فقال : أما إني لم أسدها وأفتح بابه ، ولكن الله عزوجل أمرني أن أسدها وأفتح بابه.
وإن معاوية زعم لكم أني رأيته للخلافة أهلا ، ولم أر نفسي لها أهلا فكذب معاوية ، نحن أولى بالناس في كتاب الله عزوجل وعلى لسان نبيه صلىاللهعليهوآله ولم نزل أهل البيت مظلومين ، منذ قبض الله نبيه صلىاللهعليهوآله فالله بيننا وبين من ظلمنا حقنا ، وتوثب على رقابنا ، وحمل الناس علينا ، ومنعنا سهمنا من الفيئ ومنع امنا ما جعل لها رسول الله صلىاللهعليهوآله.
واقسم بالله لو أن الناس بايعوا أبي حين فارقهم رسول الله (ص) لاعطتهم السماء قطرها ، والارض بركتها ، وما طمعت فيها يا معاوية ، فلما خرجت من معدنها تنازعتها قريش بينها ، فطمعت فيها الطلقاء ، وأبناء الطلقاء : أنت وأصحابك ، وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما ولت امة أمرها رجلا وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا إلى ما تركوا ، فقد تركت بنو إسرائيل هارون وهم يعلمون أنه خليفة موسى فيهم واتبعوا السامري ، وقد تركت هذه الامة أبي وبايعوا غيره ، وقد سمعوا رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة » ، وقد رأوا رسول الله (ص) نصب أبي يوم غدير خم وأمرهم أن يبلغ الشاهد منهم الغائب.
وقد هرب رسول الله صلىاللهعليهوآله من قومه ، وهو يدعوهم إلى الله تعالى حتى دخل الغار ، ولو وجد أعوانا ما هرب ، وقد كف أبي يده حين ناشدهم ، واستغاث فلم يغث ، فجعل الله هارون في سعة حين استضعفوه وكادوا يقتلونه ، وجعل الله النبي (ص) في سعة حين دخل الغار ولم يجد أعوانا ، وكذلك أبي وأنا في سعة من الله حين