قوله : كأنما فقئ : أي كأنما كسر حاذق لايخطئ حبا يمض العين ويوجعها في عينه ، فدخل ماؤه فيها كحب الرمان أو الحصرم ، عبر بذلك عن شدة احمرار عينه ، واللاي : الابطاء والاحتباس والشدة.
أقول : إنما أوردت هذه القصة مع كون النسخة سقيمة قد بقي منها كثير لم يصحح ، لغرابتها ولطافتها.
٣ ـ ل : الطالقاني ، عن محمد بن جرير الطبري ، عن أبي صالح الكناني عن يحيى بن عبدالحميد الحماني ، عن شريك ، عن هشام بن معاذ ، قال : كنت جليسا لعمر بن عبدالعزيز حيث دخل المدينة فأمر مناديه فنادى من كانت له مظلمة أو ظلامة فليأت الباب ، فأتى محمد بن علي يعنى الباقر عليهالسلام فدخل إليه مولاه مزاحم فقال : إن محمد بن علي بالباب فقال له : أدخله يا مزاحم قال : فدخل وعمر يمسح عينيه من الدموع فقال له محمد بن علي عليهماالسلام : ما أبكاك يا عمر؟ فقال : هشام أبكاني كذا وكذا يا ابن رسول الله ، فقال محمد بن علي عليهماالسلام : يا عمر إنما الدنيا سوق من الاسواق منها خرج قوم بما ينفعهم ، ومنها خرجوا بما يضرهم ، وكم من قوم قد غرتهم بمثل الذي أصبحنا فيه ، حتى أتاهم الموت فاستوعبوا ، فخرجوا من الدنيا ملومين لما لم يأخذوا لما أحبوا من الآخرة عدة ، ولا مما كرهوا جنة ، قسم ما جمعوا من لايحمدهم ، وصاروا إلى من لا يعذرهم ، فنحن والله محقوقون ، أن ننظر إلى تلك الاعمال التي كنا نغبطهم بها ، فنوافقهم فيها ، وننظر إلى تلك الاعمال التي كنا نتخوف عليهم منها ، فنكف عنها.
فاتق الله واجعل في قلبك اثنتين ، تنظر
الذي تحب أن يكون معك إذا قدمت
على ربك فقدمه بين يديك ، وتنظر الذي تكرهه أن يكون معك إذا قدمت على
ربك فابتغ به البدل ، ولا تذهبن إلى سلعة قد بارت على من كان قبلك ، ترجو
أن تجوز عنك واتق الله يا عمر وافتح الابواب وسهل الحجاب ، وانصر المظلوم
ورد المظالم ، ثم قال : ثلاث من كن فيه استكمل الايمان بالله ، فجثا عمر على
ركبتيه وقال : إيه يا أهل بيت النبوة فقال : نعم يا عمر من إذا رضي لم يدخله رضاه