٤٩ ـ كش : محمد بن الحسين بن أحمد الفارسي ، عن أبي القاسم الحليسي ، عن عيسى بن هوذا ، عن الحسن بن ظريف بن ناصح فقال : قد جئتك بحديث من يأتيك حدثني فلان ونسي الحليسي اسمه عن بشار مولي السندي بن شاهك قال : كنت من أشد الناس بغضا لآل أبي طالب ، فدعاني السندي بن شاهك يوما فقال لي : يابشار إني اريد أن أئتمنك على ما ائتمنني عليه هارون ، قلت : إذن لا ابقي فيه غاية فقال : هذا موسى بن جعفر قد دفعه إلي وقد وكلتك بحفظه ، فجعله في دار دون حرمه ووكلني عليه ، فكنت أقفل عليه عدة أقفال ، فاذا مضيت في حاجة وكلت امرأتي بالباب فلا تفارقه حتى أرجع.
قال بشار : فحول الله ماكان في قلبي من البغض حبا قال : فدعاني عليهالسلام يوما فقال : يابشار امض إلى سجن القنطرة فادع لي هند بن الحجاج وقل له : أبوالحسن يأمرك بالمصير إليه ، فانه سينهرك ويصيح عليك فإذا فعل ذلك ، فقل له : أنا قد قلت لك وأبلغت رسالته فإن شئت فافعل ما أمرني ، وإن شئت فلا تفعل ، و اتركه وانصرف قال : ففعلت ما أمرني وأقفلت الابواب كما كنت أقفل وأقعدت امرأتي على الباب وقلت لها : لاتبرحي حتى آتيك.
وقصدت إلى سجن القنطرة فدخلت إلى هند بن الحجاج فقلت : أبوالحسن يأمرك بالمصير إليه قال : فصاح علي وانتهرني فقلت له : أنا قد أبلغتك وقلت لك فان شئت فافعل ، وإن شئت فلا تفعل ، وانصرف وتركته وجئت إلى أبي الحسن عليهالسلام فوجدت امرأتي قاعدة على الباب والابواب مغلقة فلم أزل أفتح واحدا واحدا منها حتى انتهيت إليه فوجدته وأعلمته الخبر فقال : نعم قد جآءني وانصرف فخرجت إلى امرأتي فقلت لها : جاء أحد بعدي فدخل هذا الباب؟ فقالت : لا واله مافارقت الباب ولا فتحت الاقفال حتى جئت.
قال : وروى لي علي بن محمد بن الحسن الانباري أخو صندل قال : بلغني من جهة اخرى أنه صار إليه هند بن الحجاج قال له العبد الصالح عليهالسلام عند انصرافه إن شئت رجعت إلى موضعك ولك الجنة وإن شئت انصرفت إلى منزلك ، فقال :