تعلم من ذلك ما ( لا ) يعلم؟ فقال : سبحان الله يموت رسول الله صلىاللهعليهوآله ولا يموت موسى؟ قد والله مضى كما مضى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولكن الله تبارك وتعالى لم يزل منذ قبض نبيه صلىاللهعليهوآله هلم جرا يمن بهذا الدين على أولاد الاعاجم ، ويصرفه عن قرابة نبيه ، هلم جرا ، فيعطي هؤلاء ويمنع هؤلاء. لقد قضيت عنه في هلال ذي الحجة ألف دينار بعد أن أشفى على طلاق نسائه وعتق مماليكه ، ولكن قد سمعت مالقي يوسف من إخوته.
قال جدي الصالح في شرح اصول الكافي : قوله « عنى » بمعنى قصد وأراد و في بعض النسخ عزا أخاك ، قيل ذلك الرجل أخوهما العباس ، قوله « فذكر له » فاعل ذكر راجع إلى الرجل ، وضمير له إلى إبراهيم ، قوله « وأنت تعلم » أي ذكر أيضا أنك تعلم مالايعلم من مكانه ، ولفظة لا غير موجودة في بعض النسخ ، و معناه واضح.
قوله « على أولاد الاعاجم » كسلمان وغيره ، وفيه مدح عظيم للعجم ، و تفضيلهم على العرب ، وكتب أبوعامر بن حرشنة كتابا في تفضيل العجم على العرب وكذلك إسحاق ابن سلمة وكيف ينكر فضلهم وفي الاخبار مايدل على أنهم من أعوان القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف وأنهم أهل تأييد الدين.
قال النبي صلىاللهعليهوآله : أسعد الناس بهذا الدين فارس رواه الشيخ أبومحمد جعفر ابن أحمد بن علي القمي نزيل الري في كتاب جامع الاحاديث ، مع أنهم في تأييد الدين وقبول العلم ، أحسن وأكثر من العرب ، يدل على ذلك قوله تعالى : « ولو نزلناه على بعض الاعجمين فقرأه عليهم ماكانوا به مؤمنين » (١) قال علي بن إبراهيم : قال الصادق عليهالسلام : لو نزل القرآن على العجم ما آمنت به العرب. وقد نزل على العرب ، فآمنت به العجم ، فهي فضيلة للعجم.
وقال عند تفسير قوله تعالى « وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم
____________________
(١) الشعراء : ١٩٨.