١٢ ـ ن : الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن الريان بن الصلت قال : أكثر الناس في بيعة الرضا عليهالسلام من القواد والعامة ، ومن لا يحب ذلك ، وقالوا : إن هذا من تدبير الفضل بن سهل ذي الرئاستين ، فبلغ المأمون ذلك فبعث إلي في جوف الليل فصرت إليه فقال : يا ريان بلغني أن الناس يقولون : إن بيعة الرضا عليهالسلام كانت من تدبير الفضل بن سهل؟ فقلت : يا أمير المؤمنين يقولون هذا قال : ويحك يا ريان أيجسر أحد أن يجيئ إلى خليفة قد استقامت له الرعية والقواد ، واستوت له الخلافة فيقول له ادفع الخلافة من يدك إلى غيرك أيجوز هذا في العقل؟ قلت له : لا والله يا أمير المؤمنين ما يجسر على هذا أحد ، قال : لا والله ما كان كما يقولون ولكن ساخبرك بسبب ذلك.
إنه لما كتب إلي محمد أخي يأمرني بالقدوم عليه ، فأبيت عليه عقد لعلي ابن عيسى بن ماهان وأمره أن يقيدني بقيد ويجعل الجامعة في عنقي فورد علي بذلك الخبر ، وبعث هرثمة بن أعين إلى سجستان وكرمان وما والاهما فأفسد علي أمري ، وانهزم هرثمة وخرج صاحب السرير ، وغلب على كورخراسان ، من ناحته ، فورد علي هذا كله في اسبوع.
فلما ورد ذلك علي لم يكن لي قوة بذلك ولا كان لي مال أتقوى به ، ورأيت من قوادي ورجالي الفشل والجبن ، أردت أن ألحق بملك كابل ، فقلت في نفسي : ملك كابل رجل كافر ويبذل محمد له الاموال فيدفعني إلى يده ، فلم أجد وجها أفضل من أن أتوب إلى الله عزوجل من ذنوبي وأستعين به على هذه الامور وأستجير بالله عزوجل فأمرت بهذا البيت وأشار إلى بيت تكنس ، وصببت علي الماء ، ولبست ثوبين أبيضين وصليت أربع ركعات قرأت فيها من القرآن ما حضرني ودعوت الله عزوجل واستجرت به ، وعاهدته عهدا وثيقا بنية صادقة إن أفضى الله بهذا الامر إلي وكفاني عاديته ، وهذه الامور الغليظة ، أن أصنع هذا الامر في موضعه الذي وضعه الله عزوجل فيه.