١٨ ـ ن : البيهقي ، عن الصولي قال : حدثني محمد بن أبي الموج (١) أبوالحسين الرازي قال : سمعت أبي يقول حدثني من سمع الرضا عليهالسلام يقول الحمد لله الذي حفظ منا ما ضيع الناس ، ورفع منا ما وضعوه حتى قد لعنا على منابر الكفر ثمانين عاما وكتمت فضائلنا وبذلت الاموال في الكذب علينا والله عزوجل يأبى لنا إلا أن يعلي ذكرنا ، ويبين فضلنا ، والله ما هذا بنا وإنما هو برسول الله صلىاللهعليهوآله وقرابتنا منه ، حتى صار أمرنا وما نروي عنه أنه سيكون بعدنا من أعظم آياته ودلالات نبوته (٢).
بيان : قوله عليهالسلام «ما هذا بنا» أي استخفافهم أو رفعه تعالى أوهما معا.
١٩ ـ ن : قد ذكر قوم أن الفضل بن سهل أشار على المأمون بأن يجعل علي بن موسى الرضا عليهالسلام ولي عهده منهم أبوعلي الحسين بن أحمد السلامي فانه ذكر ذلك في كتابه الذي صنفه في أخبار خراسان ، قال : فكان الفضل بن سهل ذو الرئاستين وزير المأمون ومدبر اموره ، وكان مجوسيا فأسلم على يدي يحيى بن خالد البرمكي وصحبه ، وقيل بل أسلم سهل والد الفضل على يدي المهدي وأن الفضل اختاره يحيى بن خالد البرمكي لخدمة المأمون ، وضمه إليه فتغلب عليه واستبد بالامر دونه.
وإنما لقب بذي الرئاستين لانه تقلد الوزارة ورئاسة الجند ، فقال الفضل حين استخلف المأمون يوما لبعض من كان يعاشره : أين يقع فعلي فيما أتيته من فعل أبي مسلم فيما أتاه ، فقال : إن أبا مسلم حولها من قبيلة إلى قبيلة ، وأنت حولتها من أخ إلى أخ ، وبين الحالتين ما تعلمه.
قال الفضل : فاني احولها من قبيلة إلى قبيلة ثم أشار على المأمون بأن يجعل علي بن موسى الرضا عليهالسلام ولي عهده فبايعه وأسقط بيعة المؤتمن أخيه.
وكان على بن موسى الرضا عليهالسلام ورد على المأمون وهو بخراسان سنة مائتين على طريق البصرة وفارس مع رجاء بن أبي الضحاك ، وكان الرضا عليهالسلام متزوجا
____________________
(١) أبى الملوح ، خ ل. (٢) نفس المصدر ج ١٦٤ و ١٦٥.