فقال له في الدعاء له : ولي عهد المسلمين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام.
ستة آباؤهم من هم |
|
أفضل من يشرب صوب الغمام |
وذكر المدائني ، عن رجاله قال : لما جلس الرضا عليهالسلام في الخلع بولاية العهد ، فأقام بين يديه الخطباء والشعراء وخففت الالوية على رأسه ، فذكر عن بعض من حضر ممن كان يختص بالرضا عليهالسلام أنه قال : كنت بين يديه في ذلك اليوم فنظر إلي وأنا مستبشر بما جرى ، فأومأ إلي أن ادن ، فدنوت منه ، فقال لي من حيث لا يسمعه غيري : لا تشغل قلبك بهذا الامر ، ولا تستبشر له ، فانه شئ لا يتم.
وكان فيمن ورد عليه من الشعراء دعبل بن علي الخزاعي فلما دخل عليه قال : إني قد قلت قصيدة فجعلت على نفسي أن لا أنشدها على أحد قبلك ، فأمره بالجلوس حتى خف مجلسه ثم قال له : هاتها ، قال : فأنشده قصيدته التي أولها :
مدارس آيات خلت من تلاوة |
|
ومنزل وحي مقفر العرصات |
حتى أتى آخرها ، فلما فرغ من إنشادها قام الرضا عليهالسلام فدخل إلى حجرته ، وبعث إليه خادما بخرقة خز فيها ستمائة دينار ، وقال لخادمه : قل له : استعن بهذه في سفرك ، وأعذرنا ، فقال له دعبل : لا والله ما هذا أردت ولا له خرجت ولكن قل له : اكسني ثوبا من أثوابك ، وردها عليه ، فردها الرضا عليهالسلام فقال له : خذها وبعث إليه بجبة من ثيابه ، فخرج دعبل حتى ورد قم فلما رأوا الجبة معه أعطوه فيها ألف دينار فأبى عليهم فقال : لا والله ولا خرقة منها بألف دينار.
ثم خرج من قم فاتبعوه فقطعوا عليه الطريق وأخذوا الجبة ورجع إلى قم فكلمهم فيها فقالوا : ليس إليها سبيل ، ولكن إن شئت فهذه ألف دينار ، وقال لهم : وخرقة منها فأعطوه ألف دينار وخرقة منها (١).
بيان : «الخلع» بكسر الخاء وفتح اللام جمع الخلعة ، وخفق الالوية تحركها واضطرابها.
____________________
(١) ارشاد المفيد ص ٢٩١ ٢٩٣.