الوفاء بما شرطنا من غير استثناء بشئ ينقضه في سر وعلانية ، والمؤمنون عند شروطهم ، والعهد فرض مسؤول ، وأولى الناس بالوفاء من طلب من الناس الوفاء ، وكان موضعا للقدرة فان الله تبارك وتعالى يقول «وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون» (١).
وكتب الحسن بن سهل توقيع المأمون فيه «بسم الله الرحمن الرحيم قد أوجب أمير المؤمنين على نفسه جميع ما في هذا الكتاب وأشهد الله تبارك وتعالى وجعله عليه داعيا وكفيلا وكتب بخطه في صفر سنة اثنين ومائتين تشريفا للحباء وتوكيدا للشريطة.
توقيع الرضا عليهالسلام «بسم الله الرحمن الرحيم قد ألزم علي بن موسى نفسه جميع ما في الكتاب على ما وكد فيه من يومه وغده ، ما دام حيا ، وجعل الله عليه راعيا وكفيلا ، وكفى بالله شهيدا ، وكتب بخطه في هذا الشهر من هذه السنة والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله وسلم وحسبنا الله ونعم الوكيل (٢).
ايضاح «رأبت الاناء» أصلحته ، ومنه قولهم اللهم ارأب بينهم أي أصلح و «الاحن» بكسر الهمزة وفتح الحاء جمع الاحنة بالكسر وهي الحقد قوله «وحفظ بلاء المبلين» البلاء النعمة ، ومنه قول سيد الساجدين عليهالسلام وأبلؤا البلاء الحسن في نصره ، «والعوز» القلة والفقر ويقال «لفته عن رأيه» أي صرفه ، ويقال أرعد الرجل وأبرق : إذا تهدد وأوعد ، والقصم بالقاف والفاء الكسر.
وقال الجوهري : قال أبوعبيد : النقيبة النفس يقال فلان ميمون النقيبة إذا كان مبارك النفس ، قال ابن السكيت إذا كان ميمون المشورة قوله «في إزاحة علته» أي في إزالة موانعه في كل ما دبر ، والغرض تمكينه التام ، قوله «وذلك ما ليس» أي هذا التمكين التام مختص به من بين كل من في عنقه بيعة لا يشركه فيه أحد وفي بعض النسخ «لما» أي ذلك التمكين لسوابق لم تحصل إلا له ولاخيه.
____________________
(١) النحل : ٩١.
(٢) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ١٥٤ ١٥٩.