في بيت ، ووقف على باب البيت ، فقال الجلودي لابي الحسن عليهالسلام : لا بد من أن أدخل البيت فأسلبهن كما أمرني أمير المؤمنين ، فقال الرضا عليهالسلام أنا أسلبهن لك وأحلف أني لا أدع عليهن شيئا إلا أخذته ، فلم يزل يطلب إليه ويحلف له حتى سكن فدخل أبوالحسن عليهالسلام فلم يدع عليهن شيئا حتى أقراطهن وخلاخيلهن وإزارهن إلا أخذه منهن وجميع ما كان في الدار من قليل وكثير.
فلما كان في هذا اليوم وادخل الجلودي على المأمون قال الرضا عليهالسلام : يا أمير المؤمنين هب لي هذا الشيخ فقال المأمون : يا سيدي هذا الذي فعل ببنات رسول الله صلىاللهعليهوآله ما فعل من سلبهن ، فنظر الجلودي إلى الرضا عليهالسلام وهو يكلم المأمون ويسأله عن أن يعفو عنه ويهبه له ، فظن أنه يعين عليه لما كان الجلودي فعله ، فقال : يا أمير المؤمنين أسألك بالله وبخدمتي للرشيد أن لا تقبل قول هذا في ، فقال المامون : يا أبا الحسن قد استعفى ونحن نبر قسمه ثم قال : لا والله لا أقبل فيك قوله ألحقوه بصاحبيه ، فقدم وضرب عنقه.
ورجع ذو الرياستين إلى أبيه سهل ، وقد كان المأمون أمر أن تقدم النوائب فردها ذو الرئاستين ، فلما قتل المأمون هؤلاء علم ذو الرئاستين أنه قد عزم على الخروج ، فقال الرضا عليهالسلام : يا أمير المؤمنين ما صنعت بتقديم النوائب؟ قال المأمون : يا سيدي مرهم أنت بذلك ، فخرج أبوالحسن عليهالسلام وصاح بالناس : قدموا النوائب ، قال : فكانما وقعت فيهم النيران وأقبلت النوائب يتقدم و يخرج.
وقعد ذو الرئاستين منزله فبعث أليه المأمون
فأتاه فقال له : مالك قعدت في بيتك؟
فقال يا أمير المؤمنين إن ذنبي عظيم عند أهل بيتك وعند العامة ، والناس يلومونني
بقتل أخيك المخلوع وبيعة الرضا عليهالسلام
ولا آمن السعاة والحساد وأهل البغي أن
يسعوا بي ، فدعني أخلفك بخراسان ، فقال له المأمون : لا نستغني عنك فأما ما قلت
إنه يسعى بك ويبغى لك الغوائل ، فليس أنت عندنا إلا الثقة المأمون ، الناصح