٨ ـ ب : ابن عيسى ، عن البزنطي ، قال : كتبت إلى الرضا عليهالسلام أني رجل من أهل الكوفة وأنا وإهل بيتي ندين الله عزوجل بطاعتكم ، وقد أحببت لقاءك لاسألك عن ديني وأشياء جاء بها قوم عنك بحجج يحتجون بها علي فيك ، وهم الذين يزعمون أن أباك صلى الله عليه حي في الدنيا لم يمت ميتتها ومما يحتجون به أنهم يقولون إنا سألناه عن أشياء فأجاب بخلاف ماجاء عن آبائه. أقربائه كذاوقد نفى مالتقية عن نفسه فعليه أن يخشى. ثم إن صفوان لقيك فحكى لك بعض أقاويلهم الذي سألوك عنها فأقررت بذلك ولم تنفه عن نفسك ثم أجبته بخلاف ما أجبتهم وهو قول آبائك عليهمالسلام وقد أحببت لقاءك لتخبرني لاي شئ أجبت صفوان بما أجبته وأجبت اولئك بخلافه؟ فان في ذلك حياة لي وللناس ، والله تبارك وتعالى يقول : «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا» (١) فكتب بسم الله الرحمن الرحيم قداوصل كتابك إلي وفهمت ما ذكرت فيه من حبك لقائي ، وماترجو فيه ، يجب عليك أن اشافهك في أشياء جاء بها قوم عني وزعمت أنهم يحتجون بحجج عليكم ، ويزعمون أني أجبتهم بخلاف ماجاء عن آبائي ولعمري ما يسمع الصم ولايهدي العمي إلا الله «مت يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لايؤمنون» (٢) «إنك لاتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهوأعلم بالمهتدين (٣).
قد قال أبوجعفر : لواستطاع الناس لكانوا شيعتنا أجمعين ، ولكن الله تبارك وتعالى وأخذ ميثاق شيعتنا يوم أخذ ميثاق النبيين وقال أبوجعفر عليهالسلام : إنما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا ومن إذاخفنا خاف ، وإذا أمنا أمن ، فاولئك شيعتنا ، وقال
____________________
(١) المائدة : ٣٢. (٢) الانعام : ١٢٥.
(٣) القصص : ٥٦.