١٩ ـ ع : ابن الوليد ، عن علي ، عن أبيه قال : كان ابن أبي عمير رجلا بزازا وكان له على رجل عشرة آلاف درهم ، فذهب ماله ، وافتقر فجاء الرجل فباع داراله بعشرة آلاف درهم وحملها أليه فدق عليه الباب ، فخرج إليه محمد بن أبي عمير رحمهالله فقال له الرجل : هذا مالك الذي لك علي فخذه ، فقال ابن أبي عمير : فمن أين لك هذا المال؟ ورثته؟ قال : لا ، قال : وهب لك؟ قال : لا ولكني بعت داري الفلاني لاقضي ديني ، فقال ابن أبي عمير رحمهالله : حدثني ذريح المحاربي عن أبي عبدالله عليهالسلام أنه قال : لايخرج الرجل عن مسقط رأسه بالدين. ارفعها فلاحاجة لي فيها والله إني محتاج في وقتي هذا إلى درهم ، وما يدخل ملكي منها درهم (١).
٢٠ ـ ختص : ذكر محمد بن جعفرالمؤدب أن صفوان بن يحيى يكنى بأبي محمد مولى بجيلة بياع السابري أوثق أهل زمانه عند أصحاب الحديث وأعبدهم كان يصلي في كل يوم خمسين ومائة ركعة ، ويصوم في السنة ثلاثة أشهر ويخرج زكاة ماله كل سنة ثلاث مرات ، وذلك أنه اشترك هو وعبدالله بن جندب وعلي بن النعمان في بيت الله الحرام تعاقدوا جميعا إن مات واحد منهم صلى من بقي منهم صلاته ، ويصوم عنه ويحج عنه ويزكي عنه مادام حيا ، فمات صاحباه وبقي صفوان بعدهما فكان يفي لهما بذلك يصلي عنهما ويزكي عنهما ، ويحج عنهما ، وكل شئ من البر والاصلاح يفعله لنفسه كذلك يفعله لصاحبيه ، وقال بعض جيرانه من أهل الكوفة بمكة : يا أبا محمد تحمل لي إلى المنزل دينارين ، فقال له : إن جمالي يكري حتي ى أستامر فيه جمالي (٢).
٢١ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي القمي قال : بعث إلي أبوجعفر ومعه كتابه فأمرني أن أصير إليه ، فأتيته وهو بالمدينة نازل في دار
____________________
(١) علل الشرائع ج ٢ ص ٢١٦.
(٢) الاختصاص ص ٨٨.