خواتيم ، فلما ودعته شغلني البكاء والاسى على فراقه عن مسألته ذلك ، فلما خرجت من بين يديه صاح بي ياريان ارجع فرجعت فقال لي : أماتحب أن أدفع إليك قميصا من ثياب جسدي تكفن فيه إذا فني أجلك؟ أو ماتحب أن أدفع إليك دراهم تصوغ بها لبناتك خواتيم؟ فقلت : ياسيدي قد كان في نفسي أن أسألك ذلك ، فمنعني الغم بفراقك فرفع عليهالسلام الوسادة وأخرج قميصا فدفعه إلي ورفع جانب المصلى فأخرج دراهم فدفعها إلى فعددتها فكانت ثلاثين درهما (١).
١٧ ـ ن : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن البزنطى قال : كنت شاكا في أبي الحسن الرضا صلوات الله وسلامه عليه فكتبت إليه كتابا أسأله فيه الاذن عليه وقد أضمرت في نفسي أن أسأله إذا دخلت عليه عن ثلاث آيات قد عقدت قلبي عليها ، قال : فأتاني جواب ماكتبت به إليه «عافانا الله وإياك أماما طلبت من الاذن علي فان الدخول علي صعب وهؤلاء قد ضيقوا على ذلك : فلست تقدر عليه الآن ، سيكون إنشاءالله» وكتب عليهالسلام بجواب ما أردت أن أسأله عن الآيات الثلاث في الكتاب ، ولاوالله ماذكر ت له منهن شيئا ، ولقد بقيت متعجبا لما ذكر مافي الكتاب ، ولم أدرأنه جوابي إلا بعد ذلك ، فوقفت على معنى ما كتب به عليهالسلام (٢).
قب : البزنطي مثله (٣).
١٨ ـ ن : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن البزنطي قال : بعث الرضا عليهالسلام إلي بحمار فركبته وأتيته وأقمت عنده بالليل إلى أن مضى منه ما شاءالله ، فلما أراد أن ينهض قال : لا أراك أن تقدر على الرجوع إلى المدينة ، قلت أجل جعلت فداك قال : فبت عندنا الليلة واغد على بركة الله عزوجل ، قلت : أفعل جعلت فداك ، فقال : يا جارية افرشي له فراشي واطرحي عليه ملحفتي التي
____________________
(١) المصدر ص ٢١١.
(٢) نفس المصدر ج ٢ ص ٢١٢.
(٣) مناقب آل أبى طالب ج ٤ ص ٣٣٦.