قال المسعودي : وقد ذكرنا خبر علي بن محمد مع زينب الكذابة بحضرة المتوكل ونزوله إلى بركة السباع ، وتذللها له ، ورجوع زينب عما ادعته من أنها ابنة للحسين ، وأن الله أطال عمرها إلى ذلك الوقت : في كتابا أخبار الزمان وقيل : إنه عليهالسلام مات مسموما.
٢٣ ـ عيون المعجزات : روي أن بريحة العباسي كتب إلى المتوكل : إن كان لك في الحرمين حاجة فأخرج علي بن محمد منها فانه قد دعا الناس إلى نفسه واتبعه خلق كثير ، ثم كتب إليه بهذا المعنى زوجة (١) المتوكل فنفذ يحيى بن هرثمة وكتب معه إلى أبي الحسن عليهالسلام كتابا جيدا يعرفه أنه قداشتاق إليه و سأله القدوم عليه وأمر يحيى بالمسير إليه وكتب إلى بريحة يعرفه ذلك.
فقدم يحيى المدينة ، وبدأ ببريحة ، وأصل الكتاب إليه ثم ركبا جميعا إلى أبي الحسن عليهالسلام وأوصلا إليه كتاب المتوكل فاستأجلها ثلاثة أيام ، فلما كان بعد ثلاثة عادا إلى داره فوجدا الدواب مسرجة والاثقال مشدودة ، قد فرغ منها فخرج صلوات الله عليه متوجها إلى العراق ومعه يحيى بن هرثمة.
وروي أنه لما كان في يوم الفطر في السنة التي قتل فيها المتوكل أمر المتوكل بني هاشم بالنرجل والمشي بين يديه ، وإنما أراد بذلك أن يترجل أبوالحسن عليهالسلام.
فترجل بنوهاشم وترجل أبوالحسن عليهالسلام واتكأ على رجل من مواليد فأقبل عليه الها شميون وقالوا : يا سيدنا ما في هذا العالم أحد يستجاب دعاؤه ويكفينا الله ، به تعزز هذا ، قال لهم أبوالحسن عليهالسلام : في هذا العالم من قلامة ظفره أكرم على الله من ناقة ثمود لماعقرت الناقة صالح الفصيل إلى الله تعالى فقال الله سبحانه : « تمتعوا في دار كم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب » (٢) فقتل المتوكل يوم الثالث.
____________________
(١) فوجه خ ل.
(٢) هود : ٦٥.